يحكى في هذه الربوع من البلاد السائبة عن أحد الشراتيت أو الكوابين أو عبيد الرحمان, هذا الحيوان المضحك المبكي, و شر البلية ما أضحك.. أنه عاد يوما إلى منزله أو ليلة, قد يعود شرتات في المساء إذا كان يعمل بنظام اليوم المستمر, و لكن هل يعتبر شرتات قطاعا عاما أو قطاعا خاصا أو مؤسسة ذات رأس مال مختلط أو شركة خفية الاسم أو حزبا للدولة أو حزبا للشعب أو حزبا للرئيس أم حزبا للوزير الأول أم حزبا لكل الوزراء أم مؤسسة خيرية أو مؤسسة غير خيرية .... لا يهم. المهم أنه شرتات..
و أين منزل شرتات؟ هل هو في جنوب البلاد حيث صار يهجره أم هو في شمال البلاد حيث صار يخافه أم في شرق البلاد حيث صار يطارد منه أم في غرب البلاد حيث ... يزحف عليه البحر( الأخضر).... أم أنه لا مقر له إطلاقا.. ذلك ما تقتضيه كروموزمات الترحل.... (لم أقل السياسي) التي هي في جيناته..
عاد منهوك القوى و عليه آثار الضرب في رأسه الكلوي و خديه المنتفختين و عينيه الناتئتين و لحيته (هل لشرتات لحية؟) و شرتاتيته أو كابونيته المتجذرة فيه...
سألته الزوجة و هو يقطع الأنين هل اصطدم اليوم بالفيل مثلا أو الأسد أو حزب الله أو القاعدة أو البحارة السنغاليين أو أسعار المازوت أو شباب الفيس بوك... أو أحد هؤلاء الشرسين الذي طالما جلبوا له الذعر و الخوف كما جلبته له خفافيش(مرة) في الظلام.... كل ذلك و كابون يقول لها: " ... و هل يستطيع الفيل أن ينظر إلي مغضبا؟ و هل يستطيع الأسد أن ينظر إلي وهو محمر العينين مثلا؟ و هل نسيت أني أقوى من كل هؤلاء و أنهم يخافونني كما يخافون(مبيت الخلاء؟)... لكأنك نسيتني.... قالت له لقد ذكرت لك كل الحيوانات الكبيرة و الصغيرة و الحقيرة و لم يبق إلا بعض الزواحف مثل الكوتي أو الغوني مثلا؟ فقال لها و هو مغضب: " أو ليس ذاك رجلا أم ليس صاحب (نسعة) طويلة و شديدة اللسعات, و يحمل حزاما ناسفا أعوذ بالله؟!"
عند ذلك أدركت زوجة عبد الرحمن أن الذي ألحق به الأذى هو هذا المخلوق الصغير الذي يزحف على الأرض.....
شفيق البدوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق