قد يظن بعض الإعلاميين المعاصرين أن الإعلام لم يلعب دورا في العصر الوسيط, خاصة في مجتمعنا العربي. كما قد يتساءل آخرون عن دور الشعر في توجيه الجهاز التنفيذي في الدولة.
إشكالات قد تتطلب الإجابة عليها صفحات و صفحات, لكننا نكتفي هنا بهذه القطعة الشعرية التي كتبها أحد الجنود إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكانت سببا في تفتيش ولاة الأمصار و مقاسمتهم ممتلكاتهم الخاصة كما ورد الاقتراح في الرسالة الشعرية التي بعث بها هذا الجندي الشاعر المعروف بأبي المختار, يزيد بن قيس.
فلنقرأ القطعة الشعرية:
فأبلغ أمير المؤمنين رسالة فأنت أمين الله في النهي و الأمر
و أنت أمين الله فينا و من يكن أمينا لرب العرش يسلم له صدري
فلا تدعن أهل الرساتيق و القرى يسيغون مال الله في العدم و الوفر
فأرسل إلى الحجاج و أعرف حسابه و أرسل إلى جزء و أرسل إلى بشر
و لا تنسين النافعين كليهما و لا ابن غلاب من سراة بني نصر
و ما عاصم منها بصغر عناية و ذاك الذي في السوق مولى بني بدر
و أرسل إلى النعمان و أعرف حسابه و صهر بني غزوان إني لذو خبر
و شبلا فاسأله المال و ابن محرش فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر
فقاسمهم نفسي فداؤك إنهم سيرضون, إن قاسمتهم, منك بالشطر
و لا تدعوني للشهادة إنني أغيب و لكنني أرى عجب الدهر
نؤوب إذا آبوا و نغزو إذا غزوا و إن لهم وفرا و لسنا بذي وفر.
فقد ذكر الشاعر- الجندي هنا أحد عشر واليا من مختلف الأمصار و الطبقات الاجتماعية, و لم يشفع لبعضهم نسبه إلى أمير المؤمنين, كعاصم بن عمر الذي نفذ فيه الإجراء كما نفذ في عامة الولاة!
س. م. متالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق