... و السواد هو الشيء الذي لم تتبين
معالمه..كرؤية شيء في الظلام.. كما في الحديث الشريف: " إذا رأى أحدكم سوادا
بليلٍ فلا يكن أجبنَ السوادين.. فإنه يخافك كما تخافه".. و هو ما يعبر عنه
الفلاسفة بإدراك الأشباح قبل إدراك الأبعاد..
و حدثني
من نقل عن أحد معاصري الأمير أحمد ولد الديد أنه عند عودته من زيارة الشيخ عبد
العزيز بن الشيخ محمد المامي في منطقة تيجريت و كان الأمير في ركبٍ من ثلاثة
أشخاصٍ رأى ركبا من بعيد في سواد الليل.. يتألف من ثلاثة راكبين.. فبدأ الرعب يدِب
إلى قلوبهم من ذلك الركب.. فقال لهم أحمد.." لا ينبغي لنا أن نخاف من هؤلاء..
فهم ثلاثة.. و لو افترضنا أنهم قتلوا اثنين منا فإنه سيبقى منا واحدٌ، على الأقل،
يحدث بالأخبار..".. فزال عنهم الرعبُ.. و عندما تعارفوا تبينوا أن الركب هو
ثلاثة مجندين أرسلهم الفرنسيون ليطلبوا من الأمير أن يذهب لإرجاع نعَم استاقها
لصوص من منطقة الكِبله... و هي " الفزعة" المعروفة ب" فزعة تكِبه"..
و التي يقول فيها الشاعر:
الفزعه
فزعت ول الديد ~~ أمجبور أل بيه إخلَ
جاب البل
مذكور امن ابعيد ~~ ؤ لاه جايبها من لخلَ..