تعتبر بحيرة اركيز من المناطق الزراعية بالغة الخصوبة..
بل إنها كانت مصدر الرزق لشريحة عريضة من مجتمع الولاية.. و حسب وثيقة ( قسمة
اركيز) التي حررها القاضي محمذن ولد محمدفال ( اميي) في العشرية الثانية من القرن
الماضي فإنه كان لأغلب قبائل المنطقة نصيب
في هذه البحيرة.. خاصة قبائل إدوعلي و إدابلحسن و تجكانت و اسماسيد و بني ديمان...
و بعض قبائل تشمشه الأخرى...
و عرفت هذه المنطقة إنتاجا زراعيا هاما من مادة الدخن (
البشنه).. كما عرفت إنتاجا فكريا لا يستهان به من خلال الأدبين الفصيح و
الحساني... و يكفي دليلا على ذلك أن القاضي إميي, رحمه الله, لم يخل شعره من ذكر
هذه المنطقة و الإشادة بها و الارتباط ببعض أماكنها.. عندما يقول:
من لزم فتلياع
ننكِع و افظيك الباع
امبلاجِ ابلصباع نحسب عت امباكو
ؤ ذيك الكِسيه و اكراع أهل الناصح ذاكو
ؤ ذ لحسي آن كِاع أمال..... خمناكو....
و قد تغنى باركيز الشاعر الكبير الشيخ ولد مكين و أحمدو
سالم ولد اداهي... خاصة عندما يتحدث عن رحلة ( لبجاوي) الذي يذهب عند صلاة الظهر
من ( إنويش).. فلا بد له من المجيء مساء إلى ( لعويجة) الواقعة شرقي بحيرة الركيز
إذا لم تعضله ( تيشطيات أهل الخراشي) الواقعة في الطريق بينهما.... فيقول:
إبجاو ماش منويش الظهر إروح إحواش
لعويجه ل ما راح تيش طيات أهل الخراش..
و ذكر هذه المناطق في شعر أحمدو سالم يكثر و قد أجاد في
كل ذلك على عادته...
و من آخر ما يرد
فيه الحديث عن اركيز من شعر أحمدو سالم ما وقع بينه مع الشيخ الفضيل المرحوم لعبيد
ولد محمد امبارك.. فقد طلب أحمدو سالم من يعيره أرضا يزرعها قرب اركيز... و نظرا لكرم
لعبيد و جوده الغريزي فيه.. فقد بادر و وهبه أرضا فيضية في أرض إدوعلي.. و كانت
الشركة الوطنية للتنمية الريفية صونادير في تلك الفترة تؤطر مزارعي البحيرة و توفر
لهم الماء مقابل ضريبة تأخذها عليهم.. و لم تسلم هي الأخرى من بعض الذكر في شعر
أحمدو سالم عندما يقول:
إنجيم ؤ لبن انجيم ؤماه افقدناهم ذ العام إلاه
و افقدن وار ما ريناه و افقدن هبزات البشن
و أراي المعلوم افقدناه و اجبرن بلو و ادهشن
و الم نشناه ؤ ناش المير يغير إحن حد انبشن
لا بد إن من صونادير و انجيم ؤ لبنو و البشن..
سالت أرض لعبيد و عاد الفيضان (السيل).. و جاء أحمدو إلى
الأرض ليزرعها.. فوجدها غير مستصلحة في الأصل مما يعيق زراعتها لذلك الموسم.. و
كان أهل صونادير على وشك عقد اجتماع مع المزارعين من أجل جباية ضريبة الماء.. فقال
أحمدو سالم:
كِول الهم لا عقدو جلسه
عن لعبيد إترابو سالت
و انها زينه و انها ملسه و إنها.... شركِ التاكِلالت..
و لمن لا يعرف المنطقة فإن البئر الواقع شرقي التاكلالت
هو (أفجار).. و قد أراد أحمدو سالم بذلك أن يبين أن أرض لعبيد ( تفجارت).. أي أنها
لم تستصلح.... كما يمكن أن يفهم من العبارة الأخيرة أنها خارج أرض( إيكِيدي).. و
ذلك عيب يرد به عند قوم أحمدو سالم و من يلفَ لفَهم.... إلى لقاء..
س. م. متالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق