في خضم الحراك السياسي الذي تعرفه مقاطعة
"المذرذرة" قبيل الاستحقاقات النيابية والبلدية القادمة، فإن المشهد
السياسي في المقاطعة تميز منذ العام 2008، في غياب الفاعلين السياسيين التقليدين
من العيار الثقيل في المقاطعة، من أمثال: باب ولد سيدي، وببها ولد احمد يوره، بالرغم
من المحاولات الحثيثة الساعية الي خلق قيادات تسد مكانهم، إلا أن كل تلك الجهود باءت
بالفشل.
وإذا كانت السلطات الموريتانية قد رمت بثقلها خلف
الوزير سيدي ولد التاه، وسيدي محمد ولد سيدي (محمد الخامس)، فإن ذلك لم يفلح في
تسويقهم سياسيا، حتى أنهم فشلوا في اختراق مجتمعاتهم
المحلية التي ينتمون إليها.
وظل وزن سيدي ولد التاه في "بير التورس"
محدودا، وان لم نقل مفقودا، حيث فشل في تأمين تنظيم استقبال لرئيس الجمهورية خلال
زيارته الأخيرة للمقاطعة.
أما سيدي محمد ولد سيدي الملقب محمد الخامس، فإنه يفتقد
للكاريزما القيادية لقيادة قبيلته، مما جعل أطر مجموعته يقررون الذهاب مع باب ولد
سيدي الي حزب الوئام.
وفي نفس السياق فقد فقدت القيادات التقليدية للقبائل
في المنطقة دورها السياسي، ولم تعد تشكل سندا للدولة، باعتبارها المظلة التي يجتمع
تحتها أبناء القبيلة، مما فتح الباب علي مصراعيه أمام حزب تواصل، الذي انتهز فرصة
الفراغ، وتمكن من اختراق المقاطعة من خلال الأعمال الخيرية، والتوجيه الإعلامي، إضافة
الي كسب ثقة مجموعات الزوايا التي تشكل غالبية المنطقة، والتي تشعر بالغبن.
وفي نفس السياق يظل حزب الوئام منافسا قويا لحزب
الاتحاد من اجل الجمهورية، وذلك بسبب حضور باب ولد سيدي فيه، وتذمر المواطنين على الحزب،
إضافة الي الانقسام والتشرذم الحاصلين فيه، بسبب كثرة الطموحات غير المبررة.
ويبقي السؤال المطروح، كيف لحزب الاتحاد من أجل
الجمهورية أن يفوز في الاستحقاقات القادمة؟
وللإجابة عليه فإنه لا بد من أخذ الاعتبارات التالية:
-
أولا:
استبعاد الرموز التقليدية، وتوجه الفاعلين السياسيين لما يوحدهم داخل إطارهم الحزبي، والابتعاد عما يفرقهم، ويعني
هذا بالدرجة الأولي الوزير سيدي ولد التاه والمشايخ التقليديين من أمثال: البانون
ولد امينو (ارحاحله)، ومحمذن ولد محمودن ( أولاد سيدي الفاللي).
-
ثانيا:
حسن الاختيار على مستوى الترشيحات للنيابيات والبلديات، بحيث تكون كل الجماعات
الكبيرة المعروفة من زوايا و "عرب" وكل الشرائح ممثلة أحسن تمثيل.
بالنسبة للزوايا فـ"المذرذرة" هي الوحيدة
التي يمكن أن يخرج منها ممثلل عن مجموعة "تاشمشه"، أما
"تندغه" و "اديقب"، فيمكن ان يخرج منهم ممثلون في مناطق أخرى
من الولاية.
وينبغي هنا الأخذ بعين الاعتبار، أن يكون واحد من نواب
المقاطعة من "تشمشه، ويكون شخصا قادرا على تمويل حملته الانتخابية، كـ عبد
الفتاح ولد الشيخ أحمد الفاللي أو محمذن
باب ولد اشفغ، او عبد الله ولد احمياده، او بنيوك ولد محمودن، او محمد سالم ولد
الصوفي.
اما مجموعة "لعرب" ففي غياب بابه ولد سيدي
في القرب من السلطة، جعل أولاد احمد من دمان يفتقدون وجود شخصية محل إجماع بينهم، ولذلك يمكن
الاستعاضة عنهم بـ"ارحاحله"، وفي هذه الحالة لا بد أن يقع الاختيار على
شاب، مثل: احمد ولد باب الملقب اسلكو، الذي يعتبر شيئا ما تجديدا للطبقة السياسة
المحلية.
وعلى مستوي بلدية "لمذرذره" ينبغي أن يكون
المنصب لصالح شريحة "لحراطين"، وقد تقدم لها العمدة الحالي احمد ولد
المؤيد.
هذا الطرح يبقى بدون شك أهم طريقة يحافظ بها حزب
الاتحاد من أجل الجمهورية على مصداقيته السياسية في المقاطعة التي تعد من أكثر
المقاطعات أطرا و من أكثرها إحساسا بالغبن رغم وجود طبقة سياسية جديدة و حاملة
شعار (تجديد الطبقة السياسية..)
و هذا ما أدركه مرشحو التكتل في الاستحقاقات الأخيرة
2006 و مرشحو اللوائح المستقلة يومها..
محمد أحمد حامد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق