19 يناير 2014

كتاب الدلاصة على الخلاصة... يظهر في مهرجان ولاته.....

نظمت أسرة العلامة منيره بن حبيب الله الألفغي الشمشوي معرضا لمؤلفاته ضمن فعاليات مهرجان المدن القديمة في ولاته.. و قد اشرف على المعرض المدير في وزارة المالية السيد المختار السالم ولد السعد و الاستاذ حفيد العلامة محمدن ولد منيره.. و تأتي هذه المبادرة تكليلا لمجهود كبير قام به الباحث الدكتور محمد المختار ولد السعد من أجل نفض الغبار عن مؤلفات هذا العالم الشمشوي الذي ذاع صيته في جميع أصقاع العالم الغسلامي... و بالمناسبة نقدم لكم الورقة التعريفية التالية بهذا المؤلف ضمن مطوية تفضلت الأسرة بإرسالها لنا...  منيره
 بن حبيب الله الألفغي الشمشوي
و عطاؤه العلمي
و الثقافي في ولاتة

يُعَدُّ منيره بن حبيب الله بن المختار بن أعمر بن أبوبك بن محمد بن يعقوب بن أحمذنلَّ بن مهنض أوبك بن أبي يعلي بن دبيال يعقوب الألفغي الشمشوي (ت.1163هـ/1749م)، أحد شيوخ المحاضر الموريتانية البارزين خلال القرن الثاني عشر للهجرة. وقد نشأ في منطقة الترارزة وتلقى بها معارفه قبل أن يهاجر منها إلى ولاتة حيث طاب به المقام ردحا من الزمن، واشتهر عطاؤه العلمي، وأسهم بقسط وافر في نشر العلم في ربوعها، ولاسيما علمي النحو واللغة. ومن أبرز الآخذين عنه: الإمام عمر مم بن محمد بن أبي بكر الولاتي (ت. 1201ه/1786م)، والحاج أبو بكر بن الطالب عمر البرتلي (ت.1179ه/5-1766م)، وأحمد بن سيدي عثمان بن مولود الغلاوي (ت. 1179ه/5-1766م)، والحسن بن الطالب أحمد بن علي دكان البرتلي (ت. 1173ه/1760م) وغيرهم.
وقد ترجم له البرتلي في تاريخه (ص. 36) وفي فتح الشكور (ص. 220) ووصفه ب"شيخ أشياخنا" وقال إنه "كان أستاذاً فاضلاً جليلاً نحوياً لغوياً أديباً، له حظ في القراءة والفقه والأصول وغير ذلك، حسن الخلق جميل العشرة، شاعراً ناثراً، له شرح حسن مفيد رتب فيه توضيح ابن هشام على الخلاصة سماه: الدلاصة على الخلاصة".
ومن آثار منيرة الأخرى التي ما يزال لها حضور حي في ولاتةقصيدتهالتوسليةاليائية التي مطلعها:
بِبَابِكُم حَاجَوِيُّ    يَا أَحْمَدَ الْقَرَشِيُّ.
وتفيد التقاليد المروية في محيط الرجل العائلي أن مقامه في ولاته وأحوازها قد طال، وأن أخباره قد عَمِيَّتْ على ذويه حتي رحلة عودته من ولاتة إلى مسقط رأسه بأواسط إيكَيدي حيث عاش بقية حياته، ورزق أبناءه: محمذ، والسعد، وعبد الله، وأحمدُّو. وتوفي – على الراجح – عام 1163ه/1749م ودفن في "اكْفُوذْيَلَّه" الواقعة على بعد 65 كلم من نواكشوط جنوب طريق الأمل.

أهم آثاره العلمية و الثقافية في ولاتة
حبب الدلاصة في ترتيب التوضيح على الخلاصة
ظل هذا النص سنين عدداً أثراً مفقوداً في أوساط المحضرة الموريتانية، واستمر البحث عنه يثير فضول طلبة العلم في هذه البلاد بعدما أشار إليه عدد من المؤلفين من علماء المنطقة، كان من أبرزهم الطالب محمد بن أبي بكر البرتليالولاتي(المتوفى عام 1219هـ/1805م) في كتابه "فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور"[1]. إنه كتاب حبب الدلاصة في ترتيب التوضيح على الخلاصة لمؤلفه منير بن حبيب الله الألفغي الشمشوي.
وبعد حقب متطاولة من ضياع الكتاب، اضطلع الباحث الدكتور محمد المختار ولد السعد[2] بمهمة تحصيل نسخة من الكتاب عندما كان في مهمة بحثية-+
*. في العاصمة الفرنسية باريس أواسط ثمانينيات القرن العشرين، إذ تمكن من استنساخ نسخة ميكروفيلم بالمكتبة الوطنية بباريس.
وصف المخطوط
تندرج النسخة الباريسية ضمن مجموع المكتبة العمريةالمحفوظ بالمكتبة الوطنية بباريس تحت رقم 186-79، 5545. ويوجد النص ضمن مخطوطات أخرى من هذه المكتبة، ويبدأ ترقيم صفحاته بالرقم 79 وينتهي بالرقم 189، أي ما مجموعه 111 صفحة.
إضافة إلى هذه النسخة الأصلية، هناك نسخة أخرى مستنسخة منها، لكنهاخضعت لعملية تصحيحأشرف عليها العلامة محمد سالم ولد المحبوبي[3] رحمه الله تعالى، حيث نجد في خاتمة هذه النسخة إفادة بذلك بخطه، ورد فيها ما يلي:
"ملاحظة: كانت النسخة التي نُسِخت منها هذه النسخة وقوبلت عليها نسخة مصورة على أخرى في حوزة فرنسا صورها الأستاذ محمد المختار بن السعد وأتى بها، ولم يكن في هذه البلاد في علمي غير هذه النسخة، ولكن
النسخة التي قوبلت هذه النسخة عليها تحتوي على كثير من الأخطاء. وقد أصلحنا فيها كثيراً اعتماداً على القواعد النحوية وغيرها. وكانت النسخة المصورة التي هي الأصل مؤرخة في الانتهاء بما نصه: "انتهى على يد من كتبه من باب البدل أي في أثنائه إلى تمامه لحبيبه في الله سيد أحمد بن علي المتقا (هكذا). ووافق الفراغ منه ليلة الخميس من شهر الله ربيع الثاني، أي لست بقين منه عام واحد وسبعين ومائة وألف[4]. عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمر بن اند عبد الله بن سيد أحمد رحم الله السلف وبارك في الخلف". كتب هذه الملاحظة عبد ربه المستغفر من ذنبه محمد سالم بن المختار بن المحبوبي (2 يناير 1987م)"[5].

وبحكم أن النسخة الباريسية الأصلية للكتاب مندرجة ضمن ملف يحتوي مخطوطات أخرى، كان هناك تداخل واضح بين بداية الكتاب وخاتمته، هذا طبعاً إذا سلمنا بأنه ليس هناك خلط في الترقيم، وهو أمر يبدو وارداً. ويشجع على هذا الافتراض اعتبار الاحتمال القائم بأن من قام بالتنظيم ووضع منهج الترتيب بين المخطوطات ربما كان ممن تنقصه الدراية اللغوية اللازمة لذلك. فنجد ما يشبه تتمة الخاتمة ونهاية الكتاب في بدايته، لكن التصحيح الوارد في النسخة الثانية تدارك هذا التداخل.وتقعالنسخة في 111 صفحة من الحجم المتوسط الذي يحوي السطر فيه ما معدله أربع عشرة كلمة؛ وبمعدل 27 سطراً للصفحة.







قصيدته التوسليةاليائية"بِبَابِكُم حَاجَوِيّ"وتخميس الطالب أعلي بن الطالب أعمر البرتلي (ت. 1179ه/1766م) لها المسماة "وسيلتي"
ما زالت إلى اليومهذه القصيدة مما يُحْيِي به الرجال عيد المولد في المسجد وفق "ضربة" خاصة بها، ويتغنى بها النساء على الطبل ليلا.وكتب في بداية إحدى نسخها المتداولة في ولاتة ما نصه: «هذا تخميس قصيدة وسيلتنا إلى ربنا منيره الشمشوي، أنار الله منا ومنه السريرة: "بِبَابِكُم حَاجَوِيّ"»[6].




[1]- انظر البرتلي: فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، تحقيق عبد الودود ولد عبد الله والدكتور أحمد جمال ولد الحسن، دار نجيبويه، القاهرة، 2010، ص 229.
[2]-أستاذ جامعي وباحث موريتاني بارز، عمل لفترة رئيساً لقسم التاريخ بجامعة نواكشوط، وهو يعمل حالياً باحثاً في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، له عدد من البحوث والكتب المنشورة.
[3]- يُعَد العلامة محمد سالم ولدالمحبوبي، وهو سليل أسرة علمية مرموقة، أحد أبرز العلماء في موريتانيا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، كانت له إسهامات علمية جليلة في التدريس والتأليف والشرح، تُوفي في مايو 1992م.
[4]-وهو ما يوافق الرابع من يناير 1758م.
[5]- انظر منير: حبب الدلاصة (المخطوط/ ص 1).
[6]- نقلت هذه المعلومات عن الأستاذ/ محمد الأغظف بن الداه الذي زودني – مشكورا – بنسخة من تخميس الطالب أعمرالبرتليليائية منيره.

هناك تعليق واحد:

sidi12a يقول...

حد اتل خوف العار.... إعد الكِوم إعد.... فلكِوم أل تندار.....إبلغواي و السعد...... و اتفكِريش المختار..... السالم ول السعد.
محمذن ولد إشدو (بجوه)
و رد عليه المختار السالم بقوله:
ماينسمع إكلامك إعليه الناس أخوالك ؤ ول السعد صاحبك....