27 أغسطس 2013

مرايا قاتمة.... في تأجيل الانتخابات....



جاء في المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر أن رجلا من العماليق يدعى عرقوبا كان تعهد لابن عم له أن يعطيه جنى نخلة من نخل كان عنده.. لا تنتظروا مني أن أفيدكم بهذه القصة فهي مبسوطة في كتب الأدب.. و أنا بطبيعتي لست ممن يفيد شيئا..
مرت الأيام بعد اتفاقيات داكار.. و أعلنت منظمة حماية ( المستهلك) أن ثلث مجلس الشيوخ منتهي الصلاحية و أن استعماله مضر لل(خزينة) العمومية.. و لذا حكمت المحكمة ( حضوريا) بإتلاف ذلك الثلث في ساحة عمومية.. بان يتم سكب ليترين من المازوت على هذه المجموعة و تضرم فيها النار بحضور ممثل الإدارة العمومية و المحكمة ة الحرس و الدرك و الأمن و الجمارك و الصحافة العمومية ( كانت موجودة في ذلك العهد).. و الخصوصية التي تعرف في القاموس ال( محيط) بالبشمركِه....

اجتمع مجلس الوزراء اليوم تحت رئاسة السيد محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي ( كل هذا لا يرقى إلى مستوى الخبر الصحفي) و قد درس المجلس و صادق على مشروع قرار يستدعي هيئة الناخبين من المستشارين البلديين إلى انتخاب ثلث مجلس الشيوخ بتاريخ ال 25 من شهر ابريل سنة 2011...
و ما كادت اللوائح تودع لدى السلطات الإدارية حتى تم إلغاء الانتخاب في انتظار أن تقبل المعارضة المشاركة في هذا الاستحقاق..
قال عرقوب لابن عمه دعه حتى يتهصر..
سوامق جبار أثيث فروعه_______ و عالين قنوانا من البسر أحمرا
و أرضى بني الربداء و اعتم زهوه______......
لم تقبل المعارضة أية مشاركة في هذه الانتخابات.. و في يوليو 2011 فكر مجلس الوزراء في انتخابات بلدية و نيابية.. بدأت الترشحات و عمليات لي الذراع بين الفرقاء السياسيين في أحزاب الأغلبية.. و كادت تلك الحساسيات تعصف بالحزب... تم تأجيل الانتخابات... الرؤوس لم تينع و لم يحن قطافها.. فضرب العمليق موعدا جديدا لابن عمه.. هذه المرة..
أطافت به جيلان عند قطافه______________ تردد فيه العين....
لم يحن القطاف.. و عاد أبن عم العرقوب بالخفين و ندامة الكسعي و الفرزدق لما غدت منه مطلقة نوار..
تم التفكير في التشاور.. بعض التشكيلات المعارضة استطاعت ان تكسب ود النظام.. و صدرت توصيات و شروط و إجراءات مصاحبة و نصوص مطبقة... لكن كل ذلك لم يزد المواعيد إلا كثافة..
تحدثوا عن انتخابات إبريل.. و لم تكن.. و أخيرا تحدثوا عن انتخابات اكتوبر... و قالوا من نواكشوط و من النعمه إنه لن يكون تأجيل..لأن ( التأجيل سيجر لتأجيل الرئاسيات و ذلك غير ممكن.. فإذا كان تأجيل فإنه سيكون لأسبوعين أو ثلاثة...), 12 أكتوبر إلى 23 نوفمبر! هذه 6 أسابيع.. هؤلاء يحسبون بتوقيت ( النعمه) الصيفي أو بالعملة البيساوغينية مقابل اليورو....!
و لن يحمل نخل العمليق رطبا بعدها لهذا الموسم... و سيقتنع العرقوبي أن الانتخابات لا قائل بها... فنحن في الفترة الاستثنائية... و في استثناء من الفترة الاستثنائية.... حتى إشعار جديد....
                                                                                               شفيق البدوي.

ليست هناك تعليقات: