17 أبريل 2016

تأبين الأمير حي ولد إحبيب...


رحم الله الفقيد أعمر سالم ولد إحبيب ولد أحمد سالم ولد إبراهيم... فقيد إمارة ترارزه و الوطن الموريتاني عامة..
عرفته في منتصف ثمانينيات القرن الماضي رجلا متواضعا كريما بشوشا خفيف الظل...
كنا يومها نخوض حملة انتخابية هي الأولى في بلديات المذرذره.. لم نكن في نفس الاتجاه.. مع أننا كثيرا ما تبادلنا أقداح الشاي معا في دار أهل أحمد ولد عبد الله من الأيادي السخية لبنتهم الكريمة المرحومة القابلة مناه بنت أحمد...
كان ينادمنا على هذا الشاي لفيف من شباب المذرذره يومها.. و كانوا (يرمونه) بالانحياز للائحتنا و هو ابن الأمير و سفيره الدائم خلال هذه الحملة في المدينة..

لقد استطاع أن يؤدي مهمته على أحسن وجه, و هو شاب في مقتبل العمر,  دون أن يفعل ما يشينه أو يقوله..
كان يجيب من يسأله عن مستجدات الحملة بقوله..: "اسألوا الأستاذ... فالأساتذة خير من يجيب على الأسئلة.." فأتملص من ذلك بقولي: " بل إسألوا الأمير ... راهب الليل و سياسي النهار.."
افتقدت الأمير لمدة تقارب ربع  قرن لألتقي به بعد ذلك في بلدة لبيرد.. يوم انضمام شقيقه الأمير أحمد سالم لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية.. كنا نجلس على انفراد تحت خيمة مستقلة عن المهرجان الخطابي.. و كان يقدم لنا متطلبات الضيافة من يده السخية.. و تارة يستغرق في الحديث مع المدير الحالي للشركة الوطنية للكهرباء السيد محمد سالم ولد إبراهيم فال ( المرخ).. حدثنا عن البعثة الدبلوماسية في باماكو.. لقد مرت عليه أحداث باماكو وهو من يسير أعمال السفارة في هذه الظروف العصيبة.. كان الأستاذ إعلي ولد الميداح يتصل به خلال تلك الأحداث فيطمئنه على الجالية الموريتانية هناك.. فيحدثني إعلي عن ذلك...
سمعت بمرضه من طرف صديقي العزيز عبدو ولد محمدن ولد محمد باب.. كان قلقا عليه... فجزعت لقلقه.. و سمعت برجوعه من تونس فازددت جزعا على هذا الأمير ذي الأخلاق الحميدة و الحنكة السياسية الرفيعة..
رحمه الله رحمة واسعة و ألهم ذويه الصبر و السلوان.. و إنا لله و إنا إليه راجعون....
                                                                                                            س. م. متالي. 


ليست هناك تعليقات: