18 ديسمبر 2016

تدوينة جديدة....

نزهة اللب لا تجود بشيءٍ ــــــــ فهي عندي من ألأم اللؤماء
قد أرتنا من المواعد مزنا  ــــــ  فظنناه يستهل بمــــــــــــــاء
و طمعنا بالري منه جميعا ــــــ  فإذا بالجميع فخر السمــــــاء..
أبيات للعلامة امحمد ولد أحمد يورة.. و هي من شعره الغزلي... و فيها ما يسمى ب" التشظاف"... أو المعكوس... وهو يختلف عن الوجه البلاغي المعروف بتأكيد المدح بما يشبه الذم... و هذا الأخير وجه بديعي.. و من أول من استعمله النابغة الذبياني في مدحه للغساسنة.. و هم ملوك الشام و آخرهم جبلة بن الأيهم.. الذي يقول فيه العلامة أحمد البدوي:
... و آل جفنة هم الملوكُ ~~ بمدحهم مُلئت الصكوكُ
    آخرهم جِبلة بن الأيهمِ ~~ فر إلى الروم من أرض الحرم...
و قصة هروب جبلة بن الأيهم بن جبلة الغساني معروفة.. و ذلك عندما ضرب رجلا في الطواف فكسر ثنيتيه.. فعزم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ على القصاص منه للرجل.. فطلب منه جبلة أن يُمهله ليلته إلى الغد... ففعل.. ففر جبلة إلى القسطنطينية.. و بقي بها إلى أن مات...
و فيه يقول حسان بن ثابت الأنصاري:

إن ابن جفنة من بقية معشرٍ~~    لم يُغذهم آباؤهم باللومِ
لم ينسَني بالشام إذ هو ربها ~~ كلا و لا مُتنصرا بالروم..
و التشظاف أو المعكوس نوع من التعريض بالمرأة.. أو هو مزاح لها.. و قد يكون في المدح.. مثل " هجاء" الأديب الكبير المختار بن هدار للشيخ سيدي بوي ولد الشيخ بوننه.. يقول فيه:
سيدي بوي عت ناصل ~~ من شكرك مليت
ما عنديلك هون حاصل ~~ كون الشمت إتليت
ذكرك للطماع يفكِع ~~ ؤ ذاتك بيك الشين تخلع
و ألِ فيه إيهام يطمع ~~ ما يطمع لا جيت
مانك ثبت ؤ لا اتسلع ~~ ؤ لا كِط اتحيكيت
و إكِليل أل بيك يسمع ~~ فناس ابلا صِيت
ؤ لا كِط ابدع حد يبدع ~~ شورك تافلويت
ماهُ بعد إبير ينفع ~~ ؤ لاهُ زاد ابتيت.....
و منه قول محمد باب بن إبراهيم إخليل المتوفى 1956 رحمة الله عليه من قطعة:
... و ارويصك لمشكرد ~~ حدو لك لُذينَ
    و إفيمك كل إبلد ~~ منو فيه إسنينَ...
و قول امحمد: ... فخر السماء.. يعني به ما يسمى في التعبير العربي بالبرق الخُلب... و هو برق عقيم.. لا ينتج عنه مطر.. و هنالك سُحُبٌ كذلك لا تمطر .. و قد تُرى بعد المطر.. فيقول أهل كلام حسان عنها إنها " فُخر اسما".. فكأنهم يظنون أن السماء مفتخرة بعد أن أمطرت... و منها سحب بيضاء تعكس ما تحتها..و تسمى أراش.. و هي التي يقول فيها امحمد:
إعلاش انعود افموضع كِاد ~~ فيه إجيني زركِ التفكاد
و إعلاش إنر دار العراد~~ يامس فوكِ السبخ و إعلاش
إركِبلي بير الجواد~~ اليوم ؤ بير أراش أراش....
و هنالك مقياس لتهاطل المطر عندهم من خلال صوت الرعد..فإذا كان الرعد ثقيلا.. قالوا إن ذلك دليل على تساقط المطر.. و يصف أحدهم ذلك بقوله:
كِرن الكوس ؤ حومت تكِلْ ~~ نخل الباطن و آمساكِه
حس إرعد فمزون امثكِل ~~ تحت إتشايير البراكِه...

و تكِل..  جبلٌ إلى الشمال الغربي من مدينة أطار كانت به وقعة سنة 1957  ألحق بها من سُموا ب " الوطنيين" خسائر كبيرة بالفرنسيين.. و يعرف ذلك العام بعام البوته... و في هذه الوقعة قتِل بعض الوطنيين في " إغسيسيله" و هي مكان قريب من نخل " إمناصير" في بطحاء  أطار..... يتواصل...

ليست هناك تعليقات: