أي موقف لموريتانيا من الثوار الليبيين؟!
بدأت علامات استفهام تطرح في الإعلام الدولي حول مصير العقيد معمر القذافي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من تسليم نفسه للثوار أو الظهور في إحدى الدول المجاورة طالبا اللجوء السياسي, الأمر الذي سيكون صعب المنال في الدول المجاورة لليبيا, و بعد أن تحدثت وسائل الإعلام عن أكثر من 200 سيارة مدنية و عسكرية دخلت إقليم (أغاديز) النيجيري قادمة من ليبيا, مما جعل بعض المحللين يفسرها بأنها عملية هروب وتهريب لأموال ينظمه القذافي و مناصروه من أجل البحث عن ملجإ في إحدى هذه الدول التي تصطدم بإرادة المنظومة الدولية التي ستطالب لا محالة تلك الدولة مهما كانت بتسليم القذافي.
بعض دول المنطقة خرجت عن صمتها حيال هذه الوضعية مثل النيجر و جمهورية تشاد اللتين صرحتا أنهما لن تستقبلا القذافي على أراضيهما.
الموقف البوركينابي كان أكثر دبلوماسية حيث قالت الخارجية البوركينابية إنها ستتعامل مع الموقف بما تتطلبه العلاقات الدولية.
و لا شك أن فرضية اللجوء إلى الجزائر لم تعد مطروحة في حين لم تطرح قط فرضية اللجوء إلى تونس و لا إلى جمهورية مصر العربية.
الدول الإفريقية خرجت كلها عن صمتها في خضم هذه الوضعية الشائكة التي تعيشها الجماهيرية الثائرة على قائدها, حيث كان الموقف العام رافضا استقبال القذافي.... في حين أعلنت جمهورية جنوب إفريقيا أنها لا تعترف بالثوار الليبيين بوصفهم ممثلين شرعيين لليبيا. وذلك في حد ذاته موقف مشرف هو الآخر...
أما الموقف الموريتاني فما زال غامضا من القضية الليبية فقد استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مبعوثا من الثوار كما استقبل في وقت لاحق مبعوثا من العقيد القذافي وكان موقفه أثناء خطابه في باريس الأسبوع الماضي أكثر غموضا من القضية الليبية, فعندما أجمعت المنظومة الدولية على أن الثوار هم الممثلون الحقيقيون للشرعية في ليبيا تفاجأ المراقبون بالموقف الموريتاني الذي جاء على لسان الرئيس الذي (رجا) أن تحل الأزمة الليبية بالحوار بين الطرفين بالطرق السلمية!
هذا الموقف جعل الدبلوماسية الموريتانية تسبح ضد التيار.
مورياتانيا التي تهرول الآن نحو دول الخليج من أجل العودة بعلاقاتها معها إلى العهد الذهبي بعد أن عانت الأمرين في كسب شركائها الأجانب الذي يشرطون كل شراكة معها بالحوار مع المعارضة صارت ملزمة الآن بإرساء علاقات جيدة مع دول الخليج التي تقف على ذات المسافة من القذافي....
فما ذا يفسر الموقف الموريتاني من الأزمة الليبية؟
لا شك أن النظام الموريتاني يدرك كغيره من الدول أن عهد العقيد القذافي قد انتهى, و أن الثوار هم السادة الآن في ليبيا و أن الدول الغربية قد وجدت في ليبيا سوقا نافقة لترويج سلاحها و تسويقه.... و أن فرنسا التي هي المحاربة الوحيدة للإرهاب الآن قد ضربت عصفورين بحجر واحد, إذ وقفت إلى جانب آمريكا و قطر في الأزمة الليبية و استطاعت أن تجد طريقة للقضاء على القذافي الذي يرى بعض المراقبين أنه من مصادر التمويل لدى القاعدة في المغرب الإسلامي..... و من هنا يكون دور موريتانيا في محاربة الإرهاب دورا ثانويا.
هذه الوضعية الاستراتيجية تفرض على موريتانيا هذا الموقف الغامض من الأزمة الليبية.
إذ يعد بقاء القذافي استمرارا لحربها( بالوكالة) ضد الإرهاب كما يرى بعض المراقبين.
هناك 3 تعليقات:
مقال رائع وفي زمانه والذى أتى في زمنه فلا.....؟
أما آخر أخبار الزعيم المخلوع أو القائد الحارب هي أنه يوجد جنوب شرق ليبيا على بعد 300كلم في الوقت الذى يوجد بين دولتين مسلمة إحداهن فما رأيكم بالأخرى وهو؟
سؤال ينتظر الإجابه؟
بارك الله فيك ياصاحب المقال
أطيب المنى لك منى
استعدوللمنافسة ..اتحداكم تنشرو خبر عن مدونتنا الجديدة،اقتداء بزملائك في مدونة لكوارب الذين امتنعوا هم أيضا ولكن الايام ستظهر الشبكة
http://echebke.blogspot.com/
نحن على استعداد للمنافسة الإيجابية, اعطونا عنوانكم و سننشر تعريفاكاملا بشبكتكم متغاضين عما جاءت به.
فإلى الأمام.....
إرسال تعليق