... و
رد دودو سك، ولد أبنو المقداد على الأمير عبد الرحمان بقوله:
وكرك شرك
ؤ بحركْ ~~ ي لمير ؤ ذ إندر
هاذ ماهو
بحرك ~~ هاذ لبحر لخظر...
و كانت
لولد أبنو المقداد ممازحات مع الأمراء و الشعراء في عصره.. فقد جمعه مرة سمر أدبي
مع الأمير سيد أحمد ولد أحمد ولد عيده.. فتفاعل سيد أحمد مع " شور" كان
يشدو به الشعراء.. فقال "
كِافا".. فادعى ولد أبنو المقداد.. أن الكِاف له هو.. و أن الأمير قد سلخ
معناه.. فقال:
كِافي
هاذ بلو~~ كِاف بعد ألالي
لمير
إكِلع جلو ~~ ؤ تم الكِاف ألالي
فرد عليه
سيد أحمد بقوله:
ذي
النحيه راعيها ~~ باكِي يا فعالي
محمدن بيهـــــا
~~ و الصحبِ و الآلِ
و تتميز
النحيه عن الشور بأن النحية عبارة عن وزنٍ موسيقي مستحدثٍ، أي أنه ليس من الموسيقى
التي يسمونها " زمنية" أي قديمة.. و ربما زاد فيها العازفون.. فالتعويل
في الشور على العزف.. بينما يكون التعويل في النحية على القطعة الأدبية التي
يتفاعل بها الشعراء معها...
و لذلك
فالنحية تُسمى انطلاقا من الكلمة التي تبدأ بها.. و قد تكون العلاقة بين دال و
مدلول " الشور" اعتباطية.. كما يقول اللسانيون عن اللغة..
و النحية
في العادة ضيقة الانتشار.. بينما يكون الشور واسع الانتشار في العادة..
و من
انحايه التي تقتصر على فنانين معينين: نحية " إهزها مطركِ" عند الفنان
المرحوم أحمدو ولد الميداح.. و منها قوله:
ما نمشو
و إخلاص ~~ عن زيرت تنيركِ
ما كِام
القرطاص ~~ فين أطركِ أطركِ..
و تقع
تنيركِ إلى الجنوب الشرقي من بتلميت.. و فيها كانت إحدى هجمات الأمير أحمد ولد
الديد على معاقل الاستعمار.. بل ربما كان آخر هجوم قاده ضد الفرنسيين و مجنديهم..
و ذلك سنة 1910.
و قد
عثرت على نحية أخرى لأحمدو ولد الميداح يقول فيها " توبو لذاك .. ألله ألله
و قد
تضمنت سجالا بين شاعرين مجيدين.. أتحف به القراء الكرام:
ـ لعليب
إحن شورو رغنَ ~~ شمن المعنى ذاكو فكِفاه
ؤ لعليب
املان ان المعنى ~~ ؤ ذاك المعنى زاد ابمعناه
ـ لعليب
أل فيه أنوال ~~ شفتك آززالك شام ؤ جاه
مخل ي
الناس آززال ~~ ألا كارد صنعت مولاه
ـ آززالي
جابر مزال ~~ ش امن التولاه إبان إلاه
و آن متولهْ و آززال ~~ ما ينشاف إعليه التولاه
فقال
المرحوم المختار ولد الميداح معقبا:
هون
آززال مر إكِبال ~~ غير ألا ساكت عن مغداه
لعاد أل
كل آززال ~~ كارد صنعت مولاه.. إنراه
و قال
آخر:
يوم
إجبرن سبت لوجاد ~~ إحن لله ذاك احمدناه
قادر
يعطي يوم أوخر زاد ~~ ليام كلهم لله..
و خاطب
أحدُ الشعراء أحمدو و مازح شخصين آخرين فقال:
ما نترك
هولك بالتخفيف ~~ لراد ألله إن شاء الله
محدن ما
عاد الناديف ~~ سيدي محمد ول إداه...
و
"وخ" هو الكلام.. و منه كلمة " وختان".. أي الحديث بين
شخصين.. و هي من الكلمات الولفية التي دخلت اللغة الحسانية و تم تصريفها فيها..
فيقولون" وختن .. و انوختنو..." و " لو تخ" و هي استفهام
بمعنى: " لماذا؟"..
و ضمن
الشاعر في النهاية بيتا ينسب لعبيد بن الأبرص، الشاعر الجاهلي.. و هو قوله:
الخير
أبقى و إن طال الزمان به ~~ و الشر أخبثُ ما أوعيت من زادِ..
و فيه قصة طريفة.. سنعود لها في تدوينة قادمة
بإذن الله... و لذلك فالحديث... يتواصل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق