نزهة
اللب لا تجود بشيءٍ ــــــــ فهي عندي من ألأم اللؤماء
قد أرتنا
من المواعد مزنا ــــــ فظنناه يستهل بمــــــــــــــاء
و طمعنا
بالري منه جميعا ــــــ فإذا بالجميع فخر
السمــــــاء..
أبيات
للعلامة امحمد ولد أحمد يورة.. و هي من شعره الغزلي... و فيها ما يسمى ب"
التشظاف"... أو المعكوس... وهو يختلف عن الوجه البلاغي المعروف بتأكيد المدح
بما يشبه الذم... و هذا الأخير وجه بديعي.. و من أول من استعمله النابغة الذبياني
في مدحه للغساسنة.. و هم ملوك الشام و آخرهم جبلة بن الأيهم.. الذي يقول فيه
العلامة أحمد البدوي:
... و آل
جفنة هم الملوكُ ~~ بمدحهم مُلئت الصكوكُ
آخرهم جِبلة بن الأيهمِ ~~ فر إلى الروم من
أرض الحرم...
و قصة
هروب جبلة بن الأيهم بن جبلة الغساني معروفة.. و ذلك عندما ضرب رجلا في الطواف
فكسر ثنيتيه.. فعزم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ على القصاص منه
للرجل.. فطلب منه جبلة أن يُمهله ليلته إلى الغد... ففعل.. ففر جبلة إلى
القسطنطينية.. و بقي بها إلى أن مات...
و فيه
يقول حسان بن ثابت الأنصاري:
إن ابن
جفنة من بقية معشرٍ~~ لم يُغذهم آباؤهم باللومِ
لم
ينسَني بالشام إذ هو ربها ~~ كلا و لا مُتنصرا بالروم..
و
التشظاف أو المعكوس نوع من التعريض بالمرأة.. أو هو مزاح لها.. و قد يكون في المدح..
مثل " هجاء" الأديب الكبير المختار بن هدار للشيخ سيدي بوي ولد الشيخ
بوننه.. يقول فيه:
سيدي بوي
عت ناصل ~~ من شكرك مليت
ما
عنديلك هون حاصل ~~ كون الشمت إتليت
ذكرك
للطماع يفكِع ~~ ؤ ذاتك بيك الشين تخلع
و ألِ
فيه إيهام يطمع ~~ ما يطمع لا جيت
مانك ثبت
ؤ لا اتسلع ~~ ؤ لا كِط اتحيكيت
و إكِليل
أل بيك يسمع ~~ فناس ابلا صِيت
ؤ لا كِط
ابدع حد يبدع ~~ شورك تافلويت
ماهُ بعد
إبير ينفع ~~ ؤ لاهُ زاد ابتيت.....
و منه
قول محمد باب بن إبراهيم إخليل المتوفى 1956 رحمة الله عليه من قطعة:
... و
ارويصك لمشكرد ~~ حدو لك لُذينَ
و إفيمك كل إبلد ~~ منو فيه إسنينَ...
و قول
امحمد: ... فخر السماء.. يعني به ما يسمى في التعبير العربي بالبرق الخُلب... و هو
برق عقيم.. لا ينتج عنه مطر.. و هنالك سُحُبٌ كذلك لا تمطر .. و قد تُرى بعد
المطر.. فيقول أهل كلام حسان عنها إنها " فُخر اسما".. فكأنهم يظنون أن
السماء مفتخرة بعد أن أمطرت... و منها سحب بيضاء تعكس ما تحتها..و تسمى أراش.. و
هي التي يقول فيها امحمد:
إعلاش
انعود افموضع كِاد ~~ فيه إجيني زركِ التفكاد
و إعلاش
إنر دار العراد~~ يامس فوكِ السبخ و إعلاش
إركِبلي
بير الجواد~~ اليوم ؤ بير أراش أراش....
و هنالك
مقياس لتهاطل المطر عندهم من خلال صوت الرعد..فإذا كان الرعد ثقيلا.. قالوا إن ذلك
دليل على تساقط المطر.. و يصف أحدهم ذلك بقوله:
كِرن
الكوس ؤ حومت تكِلْ ~~ نخل الباطن و آمساكِه
حس إرعد
فمزون امثكِل ~~ تحت إتشايير البراكِه...
و تكِل..
جبلٌ إلى الشمال الغربي من مدينة أطار
كانت به وقعة سنة 1957 ألحق بها من سُموا
ب " الوطنيين" خسائر كبيرة بالفرنسيين.. و يعرف ذلك العام بعام
البوته... و في هذه الوقعة قتِل بعض الوطنيين في " إغسيسيله" و هي مكان
قريب من نخل " إمناصير" في بطحاء أطار..... يتواصل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق