24 ديسمبر 2016

تدوينة جديدة....

... و دار اندكوك هي التي أبحر منها الفرنسيون بالعلامة الشيخ سيديا باب بن الشيخ سيديا من أجل الذهاب به إلى المنفى.. و قد ذكر ذلك في أبياتٍ يقول فيها:
أقول لما أتى دار اندكوك بنا ~~ {باني} و غرَب عنها و هو منجفلُ
يقصر الطرف عنه و هو مجتهد ~~ عدوا يقصر عنه الأربد الزعِل
ترى مداخنه من فوقه ظُللا ~~ و للنواتي في أرجائه زجَل
كأن مصباحه نارٌ على علمٍ ~~ أو كوكب من رُجُوم  الجن مشتعل
الله صاحبنا سفرا و خالفنا ~~ في أهلنا و إليه الوجه و الأمل....
و يُعد الشيخ سيديا باب من أبرز رموز التيار السلفي في موريتانيا.. و قد وجدت مراسلات له مع الشيخ محمد عبده في هذا الشأن.. و في ذلك السياق يقول مقطوعته المشهورة:

آمن أخي و استقم ~~ و نهجَ أحمد التزمْ
و اتبع السنة لا ~~ تغررك أضغاث الحلمْ
لا خير في شرع لدى ~~ خير القرون منعدم
أحدثه من لم يجئ ~~ نص بأنه عُصمْ
من بعدما قد نزلت ~~ اليوم أكملتُ لكم
و بعدما صح لدى ~~ جمعٍ لدى غدير خم
اُدعُ إلى سبيله ~~ و خُص في الناس و عُم
و قل إذا ما أعرضوا ~~ عليكمُ أنفسكمْ...
فكان باب بن الشيخ من دعاة الرجوع إلى الكتاب و السنة و سيرة السلف الصالح... كما تضمن منهجه السياسي مبدأي سد الذريعة و ارتكاب أخف الضررين في موقفه من دخول الاستعمار إلى البلاد.. 
فقد صادف المستعمر في البلاد حالة يرثى لها من السيبة والنهب و القتل.. تُمارس على بعض الفئات التي لم تكن تحمل السلاح و لم تكن من الأسر الكبيرة التي لها مكانة علمية أو صوفية.. فشاع في هذه المجتمعات  زهق الأرواح و نهب الأموال و انتهاك الأعراض من طرف ذئابٍ بشرية.. تروي القصص التاريخية عنها ممارسات بشعة ... فهذا أحدهم يأتي حيا أعزل فيجد فتاة لها سواران من الذهب.. فيريد انتزاعهما على عجل... إلا أنه بدافع الجشع و التسرع.. يعمِد إلى سكين و يقطع بها ذراعي الفتاة لينتزع السوارين و يترك الفتاة تتعرض لنزيف حاد قضى عليها بلحظات قليلة قبل حلول ركب باب الذي جاء صدفة إلى عين المكان و عاين هذه الجريمة البشعة...
باب الذي عقل أباه الشيخ سيدي محمد و قد أرسله والده الشيخ سيديا الكبير لتخليص بعض أموال المسلمين كان استاقها بعض الظلمة.. و تطلبت المهمة سفره إلى الساقية الحمراء... أحمراء السواقي ما ورائي ~~ الآن غربت أيها الإنتشائي...
هذه الظروف جعلت باب يبارك دخول المستعمر إلى البلاد إذا كان سيضع حدا لهذه الممارسات... و في ذلك كانت مكاتبته مع الشيخ سعد أبيه و الشيخ ماء العينين الذي كان أصدر فتوى بإباحة أموال المتعاملين مع النصارى.. و هي الفتوى التي ساعدت عل ظاهر اتهنتيت... ذلك العمل الوحشي الذي راح ضحيته شرفاء كبار من أمثال الشريف محمد خيرات بن أحمد سالم بن سيدي التنواجيوي... توطن بطن أبناء حبيني من الألفغيين الشمشويين.. و تزوج من آمنة بنت البخاري بن يلي.. و له منها 6 أبناء هم سالم و هو أكبرهم و سيدي و محمد امبارك و عبدي و محمد فال و محمودا.. و ثلاث بنات هن منتو و سلم و محجوبه.. و عُرف ـ رحمه الله ـ بالزهد و الصلاح ـ و قد قتله اللصوص في ما يُسمى ب " غزي المنكاسه" أو غزي محمد خيرات سنة 1911 عند لميزيزي، على بعد 65 كلم شمالي المذرذره و قبره هناك يُزار..
و يُقال إن اللصوص عندما دخلوا خيمته أرادوا  سلب إحدى بناته بعض الحلي كان في رقبتها فتصدى لهم ابنه سالم، و كان قوي العضلات رابط الجأش.. فصرع أحدهم..عند ذلك أراد لص آخر إطلاق النار عليه و كان والده يهرع للحيلولة دون ذلك.. فأصابه الرصاص.. فتوفي من حينه...، رحمه الله..
يقول المختار بن المحبوبي في نظمه للتاريخ:
و عام أل قد توفي ممن نسكْ ~~محمدٌ خيراتُ و اسليمان سك.. و عام أل يعني به سنة 1331 هج..
و هنالك غزي تكِبه الذي إستاق فيه اللصوص بعض إبل الكِبله... و هي التي استرجعها منهم الأمير أحمد بن الديد بعد أن وقع بروتوكول اتفاق مع الفرنسيين.. و كان معه في هذه " الفزعه".. صديقه أحمد سالم ولد إحويريه من لعلب أبناء امحمد.. و تكِبه يذكرها المختار بن الميداح في قوله:
عاد واد الحولي ينزاد~~ تل بعْد ؤ بمر الجوادْ
عاد واد إملي لعراد ~~ تل بعدُ ينزاد ؤ فاتْ
بعد تكِبه و ابعادو زادْ ~~ دون تكبه بركِنات
ؤ عاد بعد الغاركِ مزيود ~~ اتباركلله زاد ابكِات
اتباركلله و أم أعمود~~ و آوليكِ ؤ يويركات.... يتواصل...





ليست هناك تعليقات: