عرفت
الساحة الوطنية في الفترة الأخيرة حملة غاشمة ضد إحدى الشخصيات الثقافية و
القانونية و السياسية المشهورة في البلد.. حتى وصف بعض الصحافة تلك الحملة بأنها
تدخل في إطار ما بات يعرف في الصحافة المحلية ب( جنحة القرابة)..
الغريب
في الأمر أن هذه الحملة دبرت ضد رجل قانون اشتهر بدفاعه عن القضايا الهامة.. و عرف
بتاريخه النضالي منذ ستينيات القرن الماضي..
لقد عاش
هذا الرجل جزءا هاما من حياته في غيابات السجن من أجل القضية الوطنية.. عرف المنفى
و الإقامة الجبرية.. في تيشيت و بومديد و ولاته و في سجن بيلا.. و حتى في مسقط
رأسه المذرذره.. لم يفكر أبدا إلا في إحقاق الحق و البعد عن المسلكيات المشينة..
يقول:
كنت ممن إلى الحقوق يتوق لا أبارى فيها
و فيها أفوق
بيد أني لسوء حظ زماني شغلتني عن الحقوق الحقوق..
حدثني
يوما عن مثل هذه التهمة التي تُلصق بالمتهم.. على عكس ما أثبتته أصول القانون عبر
المقولة المشهورة:" المتهم بريء حتى تتم إدانته".
فالمتهم
عندنا, و إن برَأته كل المحاكم الوطنية و الدولية, يبقى مجرما.. فالفتاة التي برئت
من قتل صديقتها تعتبر قاتلة مع تبرئة المحكمة لها.. و المفوض السامي لمنظمة
استثمار نهر السنغال الذي برَأته المحكمة من تهمة الخيانة العظمى بحضور محامين
دوليين يبقى خائنا.. و انقلابيو 8 يونيو 2003 الذين تمت تبرئتهم على مستوى التحقيق
بقوا إنقلابيين..
و من حكم
عليهم و أدوا محكوميتهم بكامل ما حكم به منطوق الحكم بقوا مجرمين..
ذاكرتنا
الوطنية قصيرة و سريعة النسيان.. و مع ذلك فإننا نفوق غيرنا في إلصاق التهم و الاحتفاظ
بها في هذه الذاكرة..
نحن ننسى
أو نتناسى أن الحي( ف) في نواكشوط العاصمة كان محل إقامة الوزراء.. و ننسى أن أحد منازل
( ابلوكات) كان مقر إقامة أول رئيس لهذا البلد.. و ننسى أن إحدى مدارسنا الأساسية
كانت مقر اجتماع مجلس وزرائنا.. و لكننا لا ننسى أن شبابا صغارا في سنهم آنذاك قد
تمَ تجنيدهم في محاولة انقلابية في 16 من مارس 1981 .. و أن أحد وزرائنا الأُول
كان محل تهمة بفساد إحدى أهم شركات الصيد في البلد.. و أصبح رئيس للوزراء غداة تلك
التهمة.. و أن أحد وزراء التنمية الريفية كان القرض الزراعي يعد ملفا لمقاضاته من
أجل 50 مليون أوقية.. و في الغد أصبح القرض الزراعي تحت وصايته! و لا ننسى أن
المحامي محمدن ولد إشدو قد تنقل إلى انواذيبو من أجل الاطلاع على ملف ولد لمخيطير!
فهذه
جريمة نكراء قد تم توظيفها ضد الرجل و ضد أسرته!.. و أرادت بعض الجهات الإعلامية
مصادرة بيانه بخصوص عدم تعهده عن هذا المسيء بعد أن اطَلع على الملف..
فمن
يخدمه إلصاق هذه التهمة غير المؤسسة بولد إشدو؟
من الذي
يخدمه أن تقاطع معروضات سامسونغ؟
من الذي
يخدمه أن تقاطع منتوجات تيفسكي؟
لا شك أن
أصابع الاتهام ستتوجه بسرعة إلى صاحب هذه التهمة.. إن من الشخصيات القانونية أو
التجارية..
و
للتذكير فإن الموريتانيين يمتازون بأن كلا منهم يعرف الآخر و يعرف ما "
يقتاته" و من أين يحصل عليه!
فلندرع
إلى الله ألاَ نكون من ( الظانين بالله ظن السوء) الذين و صفهم القرآ، بأن ( عليهم
دائرة السوء)..
و إياك,
بفتح الكاف, أعني و اسمعي يا جارة..
و قد
أحسن قريط بن أنيف إذ يقول:
لو كنت
من مازن لم تستبح إبلي بنو
اللقيطة من ذهل بن شيبانا
قوم إذا
الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه
زرافات و وحدانا..
سيدي محمد ولد متالي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق