أثار رجل ستيني منذ أسابيع جدلا واسعا في ولاية ترارزه حول إشفائه معظم الأمراض المستعصية على الطب الحديث.. و للكشف عن هذا الموضوع ننقل لكم هذا التحقيق الذي أعدته مدونة تكِند حول هذا الموضوع المثيرة..
فريق من مدونة تكنت قام بتحقيق شامل حول قصة الرجل وتتبع أهم محطات حياته من خلال زيارته شخصيا في محل إقامته الحالي، والاتصال ببعض أقاربه وزملائه .
لمحة تعريفية:
هو محمدن ولد كليَّ من "أولاد أخطير" من بني حسان، ولد في ولاية اترارزة بين مدينتي بتلميت واركيز، وتحديدا في قرية "ربينةْ أهل الحسين"، شغف منذ طفولته بالتجول والترحال من منطقة لأخرى، قبل أن ينتقل إلى العراق فترة الثمانينات ثم إلى أفغانستان، بالعودة إلى موريتانيا .
يقول عن نفسه: "تجولت بين عدة دول إفريقية وآسيوية وأخذت الدكتورا في الطب من العراق وقد سافرت عدة مرات بين أمريكا وأفغانستان والإمارات العربية المتحدة" .
ظل ولد كليَّ حتى وقت قريب مهتما بالتاجرة والتنمية، ويمتلك عدة عقارات في نواكشوط ونواذيبو، كما بحوزته قُطعانا من البقر في مدينة بوكي بولاية غورغول .
محطــــات:
قبل ثلاثة أشهر من الآن وتحديدا منتصف نوفمبر الماضي، وصل ولد كليَّ إلى الكلم 6 من قرية "أعويفيه" على طريق كرمسين، ليقوم مباشرة عند وصوله ببناء منزل على بعد عشرات الأمتار من طريق كرمسين - اعويفية، وما لبث أن ادعى أنه يشفي من كل الأمراض، خاصة الخطيرة منها والمتعلقة بالعقم والأمراض التناسلية والسحر والبرص والعمى والجنون.
هي أسابيع قليلة أقبلَ خلالها العشرات عليه من كل نواحي الولاية، وقام بعض القاطنين الغير بعيدين من منزله ببناء أعرشة ومطعم ودكان ومحل إقامة بجانبه، وسرعان ما انتشرت أخباره بين السكان كانتشار النار في الهشيم، لتسير سائرة أهل كرمسين وتكنت وروصو وما بعد سكان اترارزة .
وقد اعتمدت طريق علاج ولد كليَّ للمرضى على الأعشاب وبعض التعاويذ والطقوس وأشياء أخرى يصفها بالرقية الشرعية، وإبطال السحر والمس والعين من خلال ما يقول إنه تلقاه من القرآن والحديث وعبر رُؤاهُ للأنبياء والصالحين في المنام وبعض الأوفياء له من الجن.
ويحيط بولد كليَّ خمسة رفقاء طوال الوقت في الخيمة التي يستقبل فيها الزوار، من بينهم ثلاثة أجانب سنغاليين وموريتانيين هما؛ بزيد ومولود، كما يحيط بالخيمة عدة أعرشة وأكواخ خشبية تغص بعشرات الزوار القادمين من مختلف المناطق خاصة اترارزة والجارة السنغال .
تضاربت جدوائية دوائه في علاج الأمراض بين السكان، حيث ذهب البعض – وهم الأغلبية - إلى أنه شَفي من الأمراض العادية كأمراض البطن والصداع وآلام الظهر والمفاصل، بينما لم يتأكد لفريق مدونة تكنت أنه أجدى في علاج أي شخص يعاني من العقم أو العمى أو الشلل أو البرص والجنون والسحر...!!
ومع بداية الأسابيع الماضية بدأ المحيطون بمحمدن يتحدثون عن نيته المغادرة بعد أيام قليلة والإقامة في دولة السنغال، أمر دفع العديد من المؤمنين بجدوائية تعاويذه في التوافد عليه بكثافة قبل مغادرته .
يقول ولد كلي عن نفسه إن الله قد وهبه هذه الهبة العظيمة، بعد أن رأى في المنام الولي الصالح سيدي محمد الشريف الصعيدي رحمه الله، وبعد ذلك أصبح يرى الأنبياء ويُكشف له الستار عن نوايا البعض حياله، خاصة الدولة والمخابرات وأبناء العم والحساد والجواسيس .
ثم يضيف: "وإني مواصل بحول الله رغم أنف من أحب أو كره، ولو خالف ذلك رغبة الدولة التي تكيد لي هنا وهناك "، مشيرا إلى أن لديه جان مخلصون ويوحون إليه بما يعمله الآخرون له من مكر وكيد، وأن هذا العمل عمل يريد به وجه الله ويقدم فيه الضعفاء والفقراء وأصحاب العاهات قبل الغني والقوي ورجل الدولة .
أما بخصوص الشيوخ والقبائل الموجودة في المنطقة، فقد قال إنه يكن لهم كل احترام وتقدير ويعترف لهم بمكانتهم في العلم والفضل والولاية والصلاح، كما يحرص على توطيد العلاقة مهم وعدم مضايقتهم في أي مجال .
وحسب زوار ولد كليَّ فإنه في بداية الأمر كان يشرف على ضيافة الجميع ولم يكن يأخذ المال ولا الهدايا من مريديه وزواره والمرضى القادمين عليه، لكنه مع بداية الشهر الجاري أصبح يأخذ بعض الهدايا ويحدد المقابل على العلاج .
ويتحدث عدد من أهالي المرضى المصابين بالعقم أو الشلل أو الأمراض الجنسية والسحر والجنون عن انقضاء الفترة التي حدد لمرضاهم دون أن تظهر بوادر شفاء تذكر .
فيما تدب شائعات عديدة عن ظهور الحمل على نسوة كن يعانين من العقم في تكنت واعوفية واغنجايت ولكراع لبيظ، وعن عودة بصر إحداهن في كرمسين، وشفاء العشرات من أمراض أخرى من بينها الصداع المزمن والارتعاش والعمى والبرص .
إلا أنه وخلال بحثنا الطويل واتصالنا بعدة جهات من بينها أهالي المرضى لم نقف على أي مريض أو دليل منطقي يوصل إلى نتيجة تثبت أو تنفي أن ولد كليَّ ساهم في شفاء شخص كان يعاني من مرض مزمن أو مستعصي على الأطباء .
ملاحـــــظة:
وقد تحفظنا على كشف بعض المعلومات الخصوصية تماشيا مع الخط التحريري للمدونة، ومراعاةً لإبقاء المصادر قيد الكتمان، كما حافظنا على عدم نشر صورة المعني أو المنطقة التي يقطن فيها تماشيا أيضا مع المعايير الصحفية بخصوص السلامة الأمنية والمهنية لنا وللمصدر والمعني.
إعداد: مدونة تكنت 2014