صورة لبعض رجال حي العلامة في إحدى المناسبات الوطنية.. |
كان
الشريف الظريف عبد القادر بن الحبيب من الظرفاء الذين يطرقون مجالس الأدب التي كان
ينعشها التجار الموريتانيون في السنغال.. و لم يكن عبد القادر يمارس التجارة و
إنما كان يأخذ هدية على كل أحد من أهله و معارفه.. تمثلت في البداية في ( ففتن)
واحد فقط...
و لذلك
مازحه مرة محمد بن أبنو ولد احميدن بقوله:
عبد
القادر ذ وكتنو ضعيف امنين إجيكم
لا يحصر
فيكم ففتنو ؤ هو لا يحصر فيكم
و مرت
الأيام و وصلت الهدية إلى مبلغ 20 أوقية, و في بعض الأيام زار الشريف مجلسا في
سانلويس (إندر) فيه العلامة كَراي ولد أحمد يوره و والدنا محمدو بن متالي..
فأكرماه و قدما له الهدية و لكنهما أيضا جاملاه بمقطوعتين شعريتين فصيحتين نوردهما
هنا لعموم الفائدة.. و لجمالهما من الناحية الفنية و.... الأخلاقية...
قال
العلامة كَراي رحمه الله:
أثاب إله
العرش خير ثوابه من أكرم هذا الندب
مهما ثوى به
و أعطاه
جلبا للثواب هدية فمن خير أسباب الثواب
هي
هديته
عشرون نقدا فصاعدا و من زاد نال
الفوز عند مآبه
شريف
ظريف طيب الأصل ماجد ضعيف و قد شطت
صروف النوى به
فلا زال
من يهدي له في سعادة و وقي من عض
الزمان بنابه
و ما فيه
من عيب يرى غير أنه يقلل في
طعامه و
شرابه
على
المصطفى أسنى السلامين ما بدت نجوم
السما مع آله و صحابه
و قال
والدنا رحمة الله عليه:
يا محسنا
من عاجز أو قادر عجل هديته لعبد
القادر
و أعنه
عند وروده و صدوره أهلا به من
وارد أو صادر
تلك
الهدية لا تحد فمن يشأ يسلك
طريقة حاتم أو مادر
جودوا
بها لشريفكم و ضعيفكم حتى يرى ذا
العجز مثل القادر
لا زال
باذلها له في نعمة تترى
عليه من الكريم القادر
و قد
وجدت هاتين المقطوعتين بخط صاحبيهما و تعجبت من حسن المعاملة التي عاملا به هذا
الرجل.. و كيف أن أحدهما أراد أن تكون الهدية أكثر مما حدَ لها في حين أراد الآخر
أن تكون غير محدودة في الأصل..
بقلم: س. م. متالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق