 | ||
| صورة قديمة لعبارة روصو |
عندما كتبت معشوقتي الساخرة " أشطاري" في إحدى نشراتها الأولى عنوانها المثير: ( معلم يتحول إلى مش ) كنت يومها أحلل هذا العنوان و أقول إن المعلم قد يتحول إلى مش لكثرة المعاناة التي يعانيها المدرس بدءا بمدرس القرآن للصغار و حتى المدرس في المستويات الأكاديمية العليا... و كانت أشطاري تريد فقط أن تعلن أن المصرف العربي الليبي الموريتاني قد تحول إلى مصرف شنقيط, فأخذت الحروف الأولى من الاسم القديم و الحروف الأولى من الاسم الجديد...
مرت سنوات بعد ذلك و صرت مسكونا بهذه الاختصارات باللغتين العربية و الفرنسية... حتى صرت أسمي شركة عبارات روصو باسم ( شعر)! قد تكون شعرة معاوية التي لا تنقطع بينه مع شعبه... و هل يمكن لهذه الشعرة أن تجذب العبارة من ضفة اليسرى إلى الضفة اليمنى؟ خاصة إذا كانت هذه العبارة مشحونة بالماشية العائدة من الخصب السنغالي إلى القحط الموريتاني... أم هل هو شعر تغازل به هذه الشركة الأنظمة المتتالية على البلاد.... لا يهم...
أما صديقي عمدة روصو فكنت أحيانا أختصر وظيفته بكلمة ( عر ) و لكن نظرا لاحترامي للمدير الناشر, و بدلا من أن آخذ حرفا واحدا من كل كلمة صرت ألجأ إلى أخذ حرفين فأقول ( عم رو ) أو (عمرو), و الواو الأخيرة ليست واو عمرو و إنما هي واو هذا الشاي الصيني الذي استورده التجار الموريتانيين بهذا الاسم.. أو هذه البطاريات التي لا تخلو من تزوير أحيانا.. و لا أنسى هنا أن مديري جد منزعج من وجود هذا الحيوان في المدينة مما يجعله لا يتحرج كثيرا من الاختصار الأول.. لا يهم أيضا...
و عندما أختصر ولاية ترارزه أو والي ترارزه أقول ( وت ), و لا يعني ذلك عندي أنها مجرد سيارة فهي مكاتب راقية و حديثة و هي مجموعة من الإداريين المخلصين... بيد أنها لم تبتعد بعد كثيرا من الروتين الإداري في معاملتها مع المواطنين و استقبال مشاكلهم...
لقد أصدر "الرجل" توصية بانفتاح الإدارة على المواطن... فهل ( انفتحت الإدارة؟ )... لا يهم.
عندما نظمت منسقية المعارضة الديمقراطية مهرجانها يوم أمس في مدينة روصو عاد لي مرض الاختصارات على أشده.. فاختصرت منسقية المعارضة الديمقراطية إلى (ممد) و كان الاختصار باللغة الفرنسية يدل على المفعول المباشر للفعل( للذين يعرفون نحو المفردات في لغة بونابارت).. و اختصرت اسم كادياتا مالك ديالو إلى( كمد), لا تعجبوا من ذلك فالأوراق شحيحة و الكلام سريع و الوقت ضيق..
و لكن ما معنى الكمد في اللغة العربية سوى المرض.. مرض المعارضة الذي يسكن كل الموريتانيين, كما يسكن كادياتا.. و لكن بعضهم قد شخص فيه هذا المرض و تم شفاؤه منه مثل بيجل و مسعود... و منهم من شخص فيه و استؤصل و لكنه عاوده من جديد مثل جميل ولد منصور, و المصطفى ولد بدر الدين و المدير الناشر.. و منهم من شخص فيه و عولج بالانقلابات و بالاتفاقيات الثنائية... و عاوده من جديد.. مثل صالح ولد حننا... و عندما أختصر اسمه أقول ( صوح ).. قال الشاعر:
و لكن البلاد إذا اقشعرت و صوح نبتها رعي الهشيم....
محل الشاهد عند لسان العرب هو صالح ول حنن, الذي يتقن لغة الضاد كما أتقن يوما ما لغة السلاح...
أحمد ولد محمدن ولد داداه الذي لم يحضر بالأمس... أختصرت اسمه في الورقة التي أخذتها من محمد فال ولد هنضيه ( فارس التغيير), بثلاثة أحرف (أمد)... هذه لغة عربية قحة... و هذه إشارة دالة على الرجل الذي عارض منذ أمد بعيد... و سيعارض إلى أجل غير مسمى.. و لم يشف قط من مرض المعارضة مثل (كمد) التي تحدثت عنها في السابق من هذا النص...
اختصرت كل شيء... حتى ذلك الشعار السحري ( الشعب يريد إسقاط.....) فكتبت بدلا منها ( شيان )... و لم أتنبه إلى معنى الكلمة بالفصحى قبل أن أتنبه إليه بالحسانية.....
اختصروا معي أحمد ولد سيدي باب و إسلمو ولد عبد القادر و با ممادو آلاسان و موسى فال.....
نترك المنسقية و نعود مرة أخرى إلى نعاجنا.... إذاعة موريتانيا, المحطة الجهوية لإذاعة موريتانيا, ( ام مجام)! لا معنى لهذا... و لكن مدير الإذاعة له معنى في هذه اللعبة, محمد الشيخ ولد سيدي محمد, نختصره ( مش سيدم ), بالعربية لا معنى لهذا المدير, بالحسانية, لا معنى له... و لكن له معنى بالدارجة المصرية..
المندوبية الجهوية للتنمية الريفية ( مجتر), هذا جيد, فهي تعالج المجترات الصغيرة و الكبيرة... حتى صارت هي نفسها من المجترات الكبيرة... فما ظنك بمن يجتر البذور المحسنة و المحصنة... و من يجتر السياج و أعمدته.. و من يجتر حتى قطع غيار السيارات و الآليات...؟؟
و ما زلنا في القطاع الريفي, الشركة الوطنية للتنمية الريفية, نختصرها: ( شوتر), هل تعرفون معنى هذه الكلمة بالبربرية التي صارت دخيلة في الحسانية؟ إنها نكاح المحلل.. فهل تزوجت (صونادير) بمحلل ولم يرد فراقها بعد ولد الشيخ سيديا, زوجها الأخير... قد يكون المدير الجديد ذاق ما ذاقه من الشركة و لكنه لم يرد فراقها...
القرض الزراعي.. اختصروه معي.. هل له من معنى ب.... اختصار...
شفيق البدوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق