شهدت البلاد قبل سنوات اضطرابات سياسية بالغة الخطورة ، مست تداعياتها مختلف المجالات والميادين فى ظل أزمة اقتصادية عالمية هي الأسوأ منذ العام 1929 ، وبعد مخاض عسير أفرزت هذه الأزمة نمطا حكميا ديموعسكريا لا تطمئن إليه نفوس التواقين إلى غد ديمقراطي أفضل ، سيما وأن مهندس الأزمة الذى عمل على خلقها وتسويتها كان خصما وحكما وضع مصالح البلاد والعباد على كف عفريت .
وبغض النظر عن مدى مصداقية اتفاق داكار الذى أفرز هذا النمط السياسي غير المرغوب فيه على نطاق واسع ، فانه كان لا بد من سقوط الأقنعة عن الرجال الذين تشرئب الأعناق إلى تفكيرهم وتصرفاتهم فى مثل هذا النوع من الأزمات وهكذا سقط القناع عن رجلين شمرا عن سواعد الجد فكانت لهما أيادي بيضاء فى إدارة الأزمة فى المرحلة الأولى إلى أن وقع اتفاق داكار وجرت الانتخابات
ظل الرجلان يناضلان فى صفوف المعارضة نضال الشرفاء الذين يخوضان معركة إنقاذ للوطن ، لم يقبلا منطق التفاهم الرخيص مع النظام ، إلى أن أعلن رأس النظام استعداده للحوار مع المعارضة الوطنية الذى كان الدخول فيه بندا أساسيا من بنود تفاهمات داكار.
ويمثل الضمان الحقيقي للخروج بمصالح البلاد من عنق الزجاجة بعد العواصف السياسية والاقتصادية الهوجاء.
وضعت الشروط وتم قبول معظمها ، فقرر الرجلان الذهاب إلى الحوار وبالفعل أبليا فيه بلاء الأبطال إلى أن خرجت نتائجه بقضايا جد مهمة ، من شأنها أن تنقذ البلد من مهاوي التردي والانحطاط .
من هما السيدان اللذان يستحقان إنزال مثل هذه الصورة الأدبية الرائعة وغيرها لقاء مساعيهما الخيرة ، إنهما بكل اختصار الزعيمان الوطنيان : بيجل ولد هميد ، ومسعود ولد بالخير ، فقد أثبتا جدارتهما بكل لقب جميل بأدائهما الرائع طيلة أيام الحوار ، وحتى بعد اكتماله وإعلان نتائجه .
والترتيب هنا لا يعنى أفضلية أحدهما على الآخر من وجهة نظري لأن المنطق الرياضي ـ مثلا ـ يقتضي أن [ ا ب ] تساوي [ ب ا ] ، وهذا ما يجعلني مضطرا إلى التصريح بأن كلا الرجلين أصبح يمثل رقما صعبا في الميزان السياسي الوطني .
نقلا عن موقع الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق