... تحدث الأمير بصوت مرتفع.. غضب و زمجر و أبرق و أرعد.. و أغلظ في القول.. متسائلا: " أريد أن أعرف منكم هل رأيتم قبيلتين مثلكما في هذا السلوك الغريب؟!.. هل رأيتم قبيلة تغضب من صاحبتها.. بل أقول من شقيقتها بدون أدنى سبب!... و بعد ذلك تمتنع عن الكلام.... تكلموا ... هل رأيتم في حياتكم سلوكا كهذا في الغرابة...."
سأل أحد مفوضي الشرطة أحد متشاجرين قائلا: " هل رأيت إنسانا يحمل مدية... سلاحا أبيض دون أن يحوز رخصة له أو إذنا.. ؟! تكلم أيها المجرم.." فرد عليه الشاب الذي كان يجلس أمامه قائلا: " نعم.. رأيت ذلك, رأيت الجزارين و بائعي ( المزيان) اللحم المشوي.. و السلاخة و بائعي الماشية و الرعاة...
و لم أر قط رجلا لا يحمل مدية.. و لم أر لديه قط رخصة و لا إذنا...".. ضحك مفوض الشرطة حتى استلقى على قفاه... و أمر بإطلاق سراح الشاب..
لم يرد أحد الوفدين (غير) المحاورين على الأمير و ساد صمت رهيب في جو الخيمتين.. هل يأمر الأمير جيشه الجرار بمهاجمة الوفدين عن طريق خراطيم المياه و مسيلات الدموع...؟ هل هي استراتيجية المقعد الفارغ يطبقها هؤلاء مرة أخرى أمام عيني الأمير؟
لا شك أن المونولوج الذي يدور في نفس الأمير لا يبتعد عن ذلك...
يندفع في الكلام مرة أخرى.." كيف لا تجيبني يا فلان.. و أنا الذي استرجعت لك ماشيتك عندما استولى عليها كبير الكفرة إميسه فدرو( الجنرال فيديرب).. و كيف لا تجيبني أنت من الجانب الآخر و أنا الذي منحتك بندقية صيد وعلبة من الذخيرة عندما هددك العدو العام قبل ال... ماضي .... أنا لا أريد منكم مالا و لا جاها و لا سمعة... أريد فقط أن تصطلحا و تعودا كما كنتما... فأنتم الجناح المسلح الذي عأول عليه في الحروب مع هؤلاء الكفرة الذين يريدون نشر الكفر في بلادنا.. و الذين يؤلبون علينا أهل (جولوف) بعد أن أقمنا علاقات قوية مع أهل (الوالو)...
نحن حماة الدين و الدنيا و نحن أمراء هذه البلاد... و نحن الآمرون و النهاة فيها..
كانت الشمس تميل إلى الغروب بعد يوم عصيب و شمس حارقة ركضت جنادبها على وهاد ( لخشومه).. و عصفت فيه عواصف ردم النجوم موذنة بصيف حارَ ...
ألقيت القدور و اغبرَت الأواني الكبار بعد أن أفرغ أغلبها من الموائد التي أعدت بالمناسبة..
بين الفينة و الأخرى تقطع خطوات أحد حاشية الأمير هذا الصمت الرهيب متسللا خارج الخيام ليدخن غليونه على طريقة انضاتي امبودج... شقيقة أميرة الوالو اجِمبت التي أنجبت للأمير أميرا ملأ الدنيا و شغل الناس...
منهم من فكر في الصراخ من أجل وضع حد لهذا الجو المقيت... هل هنالك ترخيص للصراخ؟.. بعض مظاهر التعبير تحتاج إلى ترخيص..
جميل أن ترى الشمس تغيب بعد يوم شمسه حارقة.. و جميل أن تعرف أن الحوار قد يتوقف عندما يصل درجة اللاحوار.. عندما يقطع عليك الأمير جدار الصمت مصرحا أنه لا يريد من المتحاورين أن يتحاوروا.. يريد منهم الصمت الذي عهده خاصة عندما أنشأ غرفة من نسيج وحيد... تغيب فيها (لا) و تحضر (نعم..)..
كان أحد الوفدين يحس مغص الجوع و لكنه لا يبالي بذلك.. آخر يحس بالدوخة.. لم يتناول قدح الشاي طيلة النهار.. صداع شديد كاد يجعل رأسه يتفجر..
لكن كل ذلك ليس مهما.. المهم أن تأنيب الأمير لم يجد بعد الرد المناسب..
هدد الأمير بالانسحاب هذه المرة.. قائلا: " إذا استمر الأمر على هذا فإنني سألجأ إلى الانسحاب عنكم و أعاهد نفسي ألَا أزور خيامكم بعد اليوم!"..
أحضر فرس الأمير و بدأ المسرج يتأهب للوقوف..
شيء وحيد يؤرق الوفدين: كانت الصلوات التي قضوها فرادى سرية القراءة.. أما الآن فهذه صلاة جهرية يحين وقتها.. لا بد من الكلام الآن..
قال ضيف بعضهم إنه لم يجهر في صلاته لأنه كان يظن أن الجهر محرم في هذه البلاد.. ( الجهر مرادف الحفر في الحسانية).. قال ذلك عندما منع من حفر بئر في أرض قوم يستضيفونه..
( يتبع)
سأل أحد مفوضي الشرطة أحد متشاجرين قائلا: " هل رأيت إنسانا يحمل مدية... سلاحا أبيض دون أن يحوز رخصة له أو إذنا.. ؟! تكلم أيها المجرم.." فرد عليه الشاب الذي كان يجلس أمامه قائلا: " نعم.. رأيت ذلك, رأيت الجزارين و بائعي ( المزيان) اللحم المشوي.. و السلاخة و بائعي الماشية و الرعاة...
و لم أر قط رجلا لا يحمل مدية.. و لم أر لديه قط رخصة و لا إذنا...".. ضحك مفوض الشرطة حتى استلقى على قفاه... و أمر بإطلاق سراح الشاب..
لم يرد أحد الوفدين (غير) المحاورين على الأمير و ساد صمت رهيب في جو الخيمتين.. هل يأمر الأمير جيشه الجرار بمهاجمة الوفدين عن طريق خراطيم المياه و مسيلات الدموع...؟ هل هي استراتيجية المقعد الفارغ يطبقها هؤلاء مرة أخرى أمام عيني الأمير؟
لا شك أن المونولوج الذي يدور في نفس الأمير لا يبتعد عن ذلك...
يندفع في الكلام مرة أخرى.." كيف لا تجيبني يا فلان.. و أنا الذي استرجعت لك ماشيتك عندما استولى عليها كبير الكفرة إميسه فدرو( الجنرال فيديرب).. و كيف لا تجيبني أنت من الجانب الآخر و أنا الذي منحتك بندقية صيد وعلبة من الذخيرة عندما هددك العدو العام قبل ال... ماضي .... أنا لا أريد منكم مالا و لا جاها و لا سمعة... أريد فقط أن تصطلحا و تعودا كما كنتما... فأنتم الجناح المسلح الذي عأول عليه في الحروب مع هؤلاء الكفرة الذين يريدون نشر الكفر في بلادنا.. و الذين يؤلبون علينا أهل (جولوف) بعد أن أقمنا علاقات قوية مع أهل (الوالو)...
نحن حماة الدين و الدنيا و نحن أمراء هذه البلاد... و نحن الآمرون و النهاة فيها..
كانت الشمس تميل إلى الغروب بعد يوم عصيب و شمس حارقة ركضت جنادبها على وهاد ( لخشومه).. و عصفت فيه عواصف ردم النجوم موذنة بصيف حارَ ...
ألقيت القدور و اغبرَت الأواني الكبار بعد أن أفرغ أغلبها من الموائد التي أعدت بالمناسبة..
بين الفينة و الأخرى تقطع خطوات أحد حاشية الأمير هذا الصمت الرهيب متسللا خارج الخيام ليدخن غليونه على طريقة انضاتي امبودج... شقيقة أميرة الوالو اجِمبت التي أنجبت للأمير أميرا ملأ الدنيا و شغل الناس...
منهم من فكر في الصراخ من أجل وضع حد لهذا الجو المقيت... هل هنالك ترخيص للصراخ؟.. بعض مظاهر التعبير تحتاج إلى ترخيص..
جميل أن ترى الشمس تغيب بعد يوم شمسه حارقة.. و جميل أن تعرف أن الحوار قد يتوقف عندما يصل درجة اللاحوار.. عندما يقطع عليك الأمير جدار الصمت مصرحا أنه لا يريد من المتحاورين أن يتحاوروا.. يريد منهم الصمت الذي عهده خاصة عندما أنشأ غرفة من نسيج وحيد... تغيب فيها (لا) و تحضر (نعم..)..
كان أحد الوفدين يحس مغص الجوع و لكنه لا يبالي بذلك.. آخر يحس بالدوخة.. لم يتناول قدح الشاي طيلة النهار.. صداع شديد كاد يجعل رأسه يتفجر..
لكن كل ذلك ليس مهما.. المهم أن تأنيب الأمير لم يجد بعد الرد المناسب..
هدد الأمير بالانسحاب هذه المرة.. قائلا: " إذا استمر الأمر على هذا فإنني سألجأ إلى الانسحاب عنكم و أعاهد نفسي ألَا أزور خيامكم بعد اليوم!"..
أحضر فرس الأمير و بدأ المسرج يتأهب للوقوف..
شيء وحيد يؤرق الوفدين: كانت الصلوات التي قضوها فرادى سرية القراءة.. أما الآن فهذه صلاة جهرية يحين وقتها.. لا بد من الكلام الآن..
قال ضيف بعضهم إنه لم يجهر في صلاته لأنه كان يظن أن الجهر محرم في هذه البلاد.. ( الجهر مرادف الحفر في الحسانية).. قال ذلك عندما منع من حفر بئر في أرض قوم يستضيفونه..
( يتبع)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق