محمد ولد أبنو ولد إحميدن رحمه الله. |
مدح أحد الشعراء الحسانيين بعض أمراء ترارزه بقطعة نالت إعجاب الأمير... فأعطاه الأمير جملا برحله و كل مستلزماته, و ثياب راقية.. تتمثل في دراعة و سراويل و لثام.. و مبلغا ماليا معتبرا... و تعهد له أن يجد هذه الحبوة كل سنة..
و في إحدى المرات جاء الشاعر إلى محصر ترارزه.. و أقام فيه ما شاء.. و عندما أراد الرجوع إلى أهله أعطاه الأمير الجمل و الثياب على أن يسلمه المال في اليوم الموالي.. خرج الشاعر مساء ليجرب جمله الجديد.. و ما كاد يبتعد حتى شاهده فحل من الإبل فجرى خلف جمله, مما اضطر جمل الرجل إلى أن يقتحم به شجرة, فانقطعت حبال الرحل و شرد الجمل و تمزقت الثياب حتى لم يبق منها إلا اللثام..
و كان محمد ولد أبنو ولد احميدن وقتئذ في المحصر و علم بما جرى للشاعر.. و أنه دخل الحي تحت جنح الظلام, و ليس عنده من الثياب غير لثامه الذي صار يستر به ما لا بد من ستره..
في المساء بدأت سهرة فنية كبيرة تنعشها بنات إنكَذي.. جليت و عيش.. فجلس محمد ولد أبنو في مكان خفي من المجلس و .. توعد كل من يذكره باسمه...
تتابعت السهرة.. حتى غنت المطربات ( شورا) هو :
لعليب آن نعرف بلو بل مان كَابل نسميه
بي خايف من يفطن لو حد ؤراي و إتم إجيه..
عند ذلك جلس ولد أبنو بعد أن كان مضجعا.. و قال... كَول
" حامد لله أل ذل منَ كَاف عندو حوليه
ولَ بيه ؤذاك امن أل يحمد ملان حد إعليه!"
فضحك الجمع الذي هو على علم بما وقع للشاعر... أما الشاعر فما كان منه إلا أن خرج من المحصر و أقسم ألا يعود إليه بعد تلك الليلة.. فسقط عن الأمير ما كان أوجب على نفسه في حق الشاعر.....
س. م. متالي.
هناك تعليقان (2):
هذه القصة طريفة بما في الكلمة من معني؟
بارك الله فيك أستاذنا الحبيب سيدي محمد ولد متالي علي الطرف والكتابات المتميزة والقصص الأدبية الرائعة التي يتذكر القارئ لها بأن الدنيا قد رحلت
شكرا مرة أخري أستاذي الفاضل
من تلميذك:الهادي ولد بابو
جميل جدا ورائع انا المدمن لإذاعة روصو و لبرنامجك المسائي
دمت
إرسال تعليق