حدث شفيق البدوي قال..
" كنت في ريعان شبابي, و أنا مع أترابي, و مجالس أصحابي, قبل أن أمشي و أنا أكابي.. أتميز بالإقدام, و بالسير في الظلام على الأقدام, و أكل الخبز بدون إدام..
و ذات ليلة سالت جدتي, عن أصل قصتي, و سبب رجفتي, إذا رأيت ذئبا في العراء, أو كلبا في الفناء, أو قطا في المواء.. فقالت رحمها الله.. إعلم أنك من قوم تميزوا بالشجاعة, و بعدم خلع الدراعة, و قلة في القتال البراعة.. ألا تعلم أن جدك كاد مرة أن يسلم روحه عندما سمع صوت الحمار, و هو يأكل من يابس الأشجار, فغمزني و همزني, و كحز إلي بعدما كحز عني.. و قال لي إياك أن تتفوهي باسمي, فإن الأسد لايعرف وسمي, و أراه قد شاهد رسمي.. فقلت له: و ما بالك؟ و ما الذي يعبر عنه حالك..؟ لا سلم عمك و لا خالك.. قال: و قد تنفس الصعداء, و كاد يجهر بالنداء.. أما سمعت صوت الأسد, و هو يفتت عظام أحد؟!"
فأدركت من ذلك الوقت سبب تأخر الرجال في بعض المواقف و إقدام ربات الحجال عليها.. أدركت لماذا كانت وزيرة الخارجية الموريتاينة في عهد الراحل معمر القذافي تستزير الرؤساء و لم يستطع وزير الخارجية الحالي أن يدعو لزيارة البلد إلا نائب الرئيس الإيراني.. و أدركت السر وراء تعيين مجموعة من النساء في بعثاتنا الديبلوماسية.. فنحن مجتمع بربري أمومي.. أي أن السيطرة فيه للمرأة.. و عن لم تكن المرأة مسيطرة ظاهريا فإنها مسيطرة معنويا.. فقد قال بعض الحكماء إن النساء أكثر من الرجال بحجة أ، أغلب الرجال يذعنون لأوامر المرأة...
و قال الرئيس الموريتاني أما سكان موريتانيا ( كلها) في نواذيبو إن نسبة النساء في البلاد تفوق نسبة الرجال..
معنى ذلك أننا مجتمع نسوي بامتياز.. لعدة أسباب:
منها أن نسبة النساء في الإحصاءات أكثر من نسبة الرجال..
و أن أغلب رجالنا نساء بالقوة, كما يقول الفلاسفة القدامى.. أو بالفعل كما يقول الفلاسفة المحدثون....
لقد عجز رجال حزب الاتحاد من أجل الجمهورية عن تنظيم ردة فعل على الرحيل.. و لم يكلف ذلك نساء هذا الحزب كثير عناء.... أصدرت النساء أوامرهن إلى رئيس الجمهورية أن يعطي أوامر للرجال أن يكونوا تحت إمرة النساء.. فغصت ساحة المهرجان بالجنس ( غير ) اللطيف.. بعض المتشائمين أول ذلك بأن بعض الرجال لبسوا الزي النسوي حتى يكثروا من عدد المقبلين على مهرجان النساء.. و ذهب بعضهم إلى أن منسقية المعارضة قد سمحت لنسائها بمؤازرة زميلاتهن في أحزاب الأغلبية..
أدركت سبب قول المعارضة ( إرحل) و قول النساء في الأغلبية ( لا ترحل) و قول الرجال في الأغلبية.... ( لا شيء)......
شفيق البدوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق