يحكى في هذا المنكب البرزخي أن أحد سكان هذه البلاد كان يوما يرعى إبلا له قريبا من الحي. و عند المساء أراد التوجه بالإبل إلى الحي فإذا هو بضيف يسير على الأقدام بحثا عن مكان يقضي فيه الليل, كان الحي قريبا و صار لا مناص لهذا الضيف أن يرافق الرجل إلى منزله... فتظاهر الرجل أن لا علاقة له بالإبل.. و قال للضيف هل رأيت خياما إلى هذه الجهة؟ مشيرا إلى جهة مختلفة عن الجهة الحقيقية للحي, فرد الضيف بالنفي. فتوجه الرجل إلى جهة أخرى غير جهة الحي قائلا للضيف: " أسرع لعلنا نصل الحي قبل هبوط الليل..." فلم يكن لدى الضيف بد من الإسراع في إثره... و بعد قطع مسافة ليست باليسيرة و اشتداد الظلام بدأ الرجل يصرخ ليتظاهر للضيف أنه أصيب بلدغة حية! فقال له الضيف: " ماذا عساي أفعل لك ؟ فرد عليه:"لا أعرف كيف أفعل و أنا عاجز عن المسير على الأقدام فإذا كنت تستطيع حملي على ظهرك فاحملني!" فحمله.... و ما كاد يقطع به خطوات حتى بال عليه.. فقال الضيف: " ما ذلك؟" فرد الرجل:..." يبدو أن مفعول السم قد بدأ يتنازل فالتبول من أعراض ذلك... تابع الضيف المسير و بعد فترة وصلا إلى بئر فقال الرجل للضيف : " أنزلني هنا حتى أشرب و تستريح أنت قليلا.." فأنزله. ثم قال الرجل:" لا بد للديغ من الشراب و أنا لا أستطيع النزول في البئر فانزل فيها حتى تجلب لنا بعض الماء لنشرب كلانا فأنت عطشان لأنك كنت تحملني....." فساعده حتى نزل إلى قعر البئر... و عند ذلك تركه هناك و عاد أدراجه إلى أهله.......
شفيق البدوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق