يحكى في هذه الربوع من برك الغماد أن حي الأميرة (تيبه) أو (الحمره منت سدوم ) أو (حمصه ), فهل هي من مدينة حمص السورية؟ لا يهم, فنحن الآن لسنا بصدد السياسة لأننا نؤمن بمبدإ فصل السلطات, حتى السلطة الرابعة التي ستنفصل قريبا عن الإذاعة(الأم) و التلفزيون (البنت) و الوكالة (الجدة) و موقع الحكومة (الحفيدة).... حفيدة من؟ ... لن نسترسل في فلسفة الشك الديكارتي هذه, لا يهم أيضا, و ما دام لا يهم فمعنى ذلك أنه لا يهم!
كان حي الأميرة مترحلا من مكان إلى آخر و من المعروف أنها أمرتهم مرة بالرحيل عندما فرق طفل يديه على ركيزة خيمة و وضع له بعض الملح فيهما فلم يعد بإمكانه فك قبضته خوفا من تدفق ما فيهما.. فاستشيرت الأميرة في ذلك فقالت: " ليظعن الحي!" و من المعلوم أنه عند ما يظعن الحي فستسل الركيزة و يخرج الطفل من المأزق!
قد يكون تنقل الحي ناتجا عن حادثة من هذا النوع مثلا..
واصل الحي مسيره و.. فجأة وجدوا جسما غريبا ملقيا على الأرض.. فاستغربوا ذلك مع أنه لم يكن سوى عود صغير يخاط مع الخيمة لتشد به الحبال.. إنه (خرب) الخيمة المعروف لدى البداة .. و لكن الرعاع من رعايا الأميرة لم يستطع تبين ذلك.... فذهبوا و أحضروها إلى عين المكان لتحقق في الأمر.. و فتح التحقيق.. لم تكن لدى الحمره شرطة قضائية من أجل التحقيق, و لم يكن لها قضاة تحقيق.. كانت تباشر كل ذلك بنفسها فهي من تمثل الادعاء و الطرف المدني( إن وجد ) و الدفاع (إن وجد ) و الضبطية القضائية (إن وجدت ) و الاستئناف (إن لم يوجد )... ف(تيبه ) هي كل ذلك (إن وجد )...
سألوا حمصه عن هذا الجسم الغريب, فنظرت مليا إليه و قالت لهم: " هذا هلال قديم ساقط, نعم, يغيب الهلال وراء الأفق في المكان الذي تلتقي فيه السماء مع الأرض و عند ذلك يسقط!"
فعرف الحي أن الأميرة قد أدركت حقيقة الجسم الغريب و أنه ليس جسما طائرا و لا عبوة ناسفة و لا حتى.... حزاما ناسفا....
شفيق البدوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق