من ذاكرة تكرمن

تكرمن.... أو بئر العجائز, بئر تم حفرها في نهاية الخمسينات من القرن العشرين على يد مجموعة من شباب إدو إحمذنلل الألفغيين, وكانت قبل ذلك ملكا لقبيلة إدابهم الكرام. يقول الولي امحمد ولد أحمد يوره في الاستسقاء:

هذا العيال وإن طغى في فسقه    من ذا الذي يسقيه إن لم تسقه

إلى أن يقول:

وعلى العجائز تستهل كعابه    فتنال حظا وافرا من ودقه....

وكما هو معروف لن يكن تشمشه بصورة عامة يقتسمون الأرض في ما بينهم, فأرض القبيلة منهم يمكن لأي مجموعة منهم أخرى أن تحفرها.

تم حفر تكرمن وإن تمت عرقلة الحفر في البداية. فقد روى بعض القائمين على الحفر أنهم فوجئوا برسول من السلطة يأمرهم بإيقاف الحفر, فلما ذهب الوراد إلى الحي وهو عند إنبيكه أعلموا المرحوم إكاه ولد محمد علي بذلك فأمرهم بالاستمرار في الحفر وتوجه هو في الصباح إلى المذرذره فالتقى بحاكم المقاطعة مستفسرا عن الأمر فقال الحاكم إنه لا علم له بأمر التوقيف, وطلب منه أن يسأل القاضي العلامة محمذن ولد محمد فال (إميي), فخرج من عنده وصدفة قابله المرحوم محمد شيخنا ولد أوفى, فسأله عن خبره فقص عليه اكاه ما جرى له مع الحاكم ولكنه طلب منه أن لا يرافقه في تلك الرحلة, فأبى اداه  شيخنا إلا أن يفعل, فقال له إكاه إنه يطلب منه ألا يتكلم مع القاضي في الأمر فقبل محمد شيخنا ذلك على مضض. فذهبا إلى ابير التورس ونزلا عند خيمة أهل إميي, فرحب بهما القاضي أي ترحيب, وما كادا يستقران حتى بدأ اكاه_ رحمه الله_ يطرح القضية عليه... فقال له القاضي إن التوقيف سيلغى في الحال, ففتح اكاه محفظته اليدوية وبدل أن يخرج منها مذكرة التوقيف أخرج كتابا بخط ببها, محمد فال ولد أحمد للعاقل, رحمة الله عليه, يشهد فيه على إعارة إبير التورس لإدابهم من قبل إداشفاغه...  فتناول اميي الكتاب قائلا... هذا خط  والدنا, فقال له إكاه إنه لم يكن يريد إخراج ذلك الكتاب, وناوله مذكرة التوقيف, فقلبها إميي وكتب على ظهرها ما يلغي الأمر بالتوقيف .  وقال إن هذه البئر تمتاز عن آبار إيكيدي الأخرى بأنها تجمع بين خصائص آتكور في جانبها الشرقي وخصائص السهو في جانبها الغربي.  وهكذا تم حفر البئر واستقر عندها الحي من مستهل الستينات حتى منتصف السبعينات حيث هجرت تماما.... وخربت البئر حتى كان تأهيلها وحفر بئر جديدة إلى جانبها.