بسم الله الرحمن
الرحيم
ذاك رسول الله
الذي كانت سنته شريعة تخاطب العقل البشري
بمنطق العدل والحق وتفضي الي الايمان والموعظة الحسنة ، اما سيرته فتتحدث الي القلوب بلسان المثالية
والصدق والإحسان والمحبة بين الناس والتحدث عن سيرته يذكرنا بالعهد النبوي حيث
السماء قريبة من الارض والروح الامين يتردد بينهما رافعا العمل الصالح والكلم
الطيب ومنزلا الذكر الحكيم علي قلب الأمين ولنا اليوم ونحن في زمن تكالب فيه
الاعداء علي مقدساتنا الإسلامية ونفث
حاقدوه سموم الزيغ والحسد والغلو
حتى هان عليهم المساس بعرضه الشريف،
فانه من اللازم أن نستعيد تلك الذكريات التي تثير في قلب كل متمعن دروسا من
الهدي النبوي تثير في القلب مشاعر الطمأنينة والنهل من ينابيع العقيدة الصافية
ويزداد هذا الشوق والتعلق كلما سمعنا نباح الغاوين المسيئين علي شخص الحبيب ، وهنا
أطالب و أقول لامتنا الإسلامية ان قوتنا وتأسينا بالهدي النبوي يكمن في انكبابنا
علي قراءة سيرة الحبيب التي هي ثروة لا تنفد ومعين لا ينضب
فإنما كانت إساءتهم لجهلهم به
ذاك رسول الله :
الذي حين انزل عليه قولا ثقيلا دعى الي توحيد الله ونبذ الشرك
فآذاه قومه وحاصروه في الشعب فانذرهم ومن حولهم بالحكمة والموعظة الحسنة فصبر علي
سوء ردهم وسخرية سفهائهم وشكا لله ضعفه وقلة حيلته وهوانه علي الناس فآمن بأن الله
معه وناصره ومتم نوره ولو كره الكافرون فتعرض لسخرية المستهزئين وكفاه الله شرهم
وأوذي من كل معتل وزنيم وحاولوا اغراءه بالمال والملك فاخطأو الرأي والتقدير لانهم
لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله
ما تخلى عن رسالة ربه فذاك رسول الله محمد
بن عبد الله ابن عبد المطلب صفوة بني هاشم ابن عبد مناف وهم صفوة قريش وقريش صفوة كنانة وكنانة من خير
العرب ولد يتيما من ابيه رضيعا في بني سعد
بن بكر
وما هي الا سنوات ستة حتى فقد أمه
فكفله جده سنتين وبعده احتضنه عمه ابو طالب حتي بلغ سن الرشد فكان باعين ربه يرعاه في حله وترحاله فحبب اليه
الخلاء والتحنث والتفكر في ملكوت السموات والارض فهجر للهو والمجون متعبدا في صلواته صادقا في نفسه امينا في قوله وفعله هذا فضل
ربه عليه فشرح صدره ورفع ذكره وأعطاه حتي رضي
وأدبه فأحسن تأديبه فكان راضيا لحكم ربه الذي ماودعه وما غلاه صابرا نفسه
مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه فكان رحيما بهم كما وصفه ربه
بالمؤمنين رؤوف رحيم ، حيث تعرض اصحابه لانواع التعذيب والتنكيل وشاركهم في محنتهم
حتى ظل اياما لا يطعم الا ما يواريه ابط بلال
ذاك رسول الله : الذي هاجر بامر ربه ليأكد ان الاسلام ليس وقفا علي بلد ولو كان ذلك
البلد مكة التي هي احب بلاد الله عليه فيها ولد وترعرع وفيها بيت المثابة والهدى
والامن وبها ترك الاهل والولد فاختار ما عند الله فكانت اهليته للرسالة تشكل
استعدادا فطريا هيأته العناية الالهية ليكون قائدا للدولة الاسلامية فتحلى
بالاخلاق والصدق والوفاء يمشي في الاسواق يخدم نفسه ويحلب شاته ويخسف نعله ويقري
ضيفه ويحمل الكلى ويعين علي مصائب الدهر وامتدت رحمته بالمساكين فدعى ربه ان يحيه
مسكينا ويحشره في زمرة المساكين فعلمنا ان الدين يسرا ولن يشاده احد الا غلبه
فامرنا ان نسدد ونقارب ونهانا عن الوصال والغلو في الدين كما جاهد في الله حق
جهاده حين أمره بالقتال فأراد المهاجرون استرجاع بعض اموالهم وتفوتهم عير قريش
ويلقون النفير ويصدق قول الله سيهزم الجمع ويولون الدبر ، وفي أحد والاحزاب تهاجمه قريش في دار الهجرة وتالب عليه قبائل
العرب واليهود ( يرودون ليطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون ) وغدرت
قينقاع والنضير وغريظة واندكت حصون خيبر فكتب الله عليهم الجلاء وعذبهم في الدنيا
ولهم في الاخرة عذاب اليم واذعنت قريش لصلح الحديبية وعادت لنقضه بقتل المسلمين
ركعا وسجدا ثم كان الفتح الاكبر بمكة وحنين ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي
عزيز ويكمل الله دينه ويبقى محمدا الرسول المجاهد والنبي الحنون حتي يلحق بالرفيق
الاعلى ودرعه مرهونة عند يهودي في حفنات من شعير كان يطعم بها أهله ، وليظل لنا
حتى بعد موته نبراسا يرد علي تحياتنا ويتقبل
صلواتنا عليه صلوا عليه وسلموا تسليما
الأمانة ولد اكِاهي
مراسل الوكالة
الموريتانية للأنباء باترارزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق