هؤلاء
النصارى كثيرو الأخبار و كثيرو المشاكل.. ما ذا يعنيهم من تعداد السكان ببلادنا,
فخلال كل عشر سنوات يقومون بما يسمونه التعداد العام للسكان و المساكن.. و نحن
نعرف أن السكان فينا لا يمكن إحصاؤهم.. فنحن نعني بالسكان " أهل لخل" و
هؤلاء لا يمكن إحصاؤهم لأنهم يتكاثرون في اللحظة الواحدة تكاثرا هندسيا.. فيكفي أن
نعرف أن الواحد منهم قد يعيش 10 آلاف سنة و أنه ينجب في الدقيقة الواحدة 1000
ولد.. لكي ندرك صعوبة عدهم... هذا مع العلم أنهم رزقوا الحولة عندما رزق الإنسان
الحيلة.. كما يقول عمرو بن بحر أبو عثمان الجاحظ..
أما
مساكنهم فنحن نتقيها و لكننا نعرف أن عاصمتهم "السياسية" هي زيرت
تنديدكان المشهورة و أن من مناطقهم التي اشتهروا بالإقامة فيها " الخالفه"
الشمالية الغربية من الخيمة و في أماكن الفرث و الدم و حيث تنتف الجلود و المدابغ
و العظام البالية و حيث الأوساخ.... و هنا نعرف أن سكان مدينة روصو مثلا يوجدون في
كل شارع بالمدينة.. حيث تنتشر الأوساخ و فضلات الصباغة في كل حدب و صوب منها..
تخيلوا
معي أن هنالك فتى واحدا من الجن كان هنا في روصو منذ أن كانت تعرف ب(إكَويربات
الصطاره).. في مطلع القرن الواحد و العشرين.. و أن هذه الفتى من مسلم الجن تزوج
أربع فتيات من الجن في سنوات القرن الأولى و أن كل فتاة منهن كانت تنجب عشرة توائم
في الدقيقة الواحدة.. و لنحسب عدد الدقائق مثلا منذ تأسيس ( امبار ول لحلو) و بناء
مقر شركة موريل ابروم و شركة لاكومب.... كم سيكون عدد السكان الآن... و إذا كان من
مشركي الجن... يتزوج أكثر من أربع!
أما
مساكنهم فلتتصوروا معي مكبات القمامة شمالي مصنع الأرز الواقع في الجانب الشرقي من
المدينة.. و تصوروا أن كل قطعة زؤان هنا هي مقر لأسرة بكاملها من الجن لتدركوا أن
إحصاء هؤلاء أمر مستحيل...
يحكى أن
أحد شيوخ البلاد من هذه الطائفة المعروفة بالمخدمين حل ضيفا على أسرة و لم يعد
يعرف إذ ذاك مع تقدم سنه و ألفته مع الثقلين الفرق بين الإنس و الجن.. وجد الشيخ
الطعام الذي يريده حاضرا فتعشى.. و أراد النوم.. و لكنه لاحظ أن أبناء الأسرة عدة
مراهقين يلتحفون غظاء واحدا معه هو.. استرخى في مضجعه و نام.. و في وقت من الليل
أحس بالغطاء يجذب من فوقه.. و إذا أحد الأبناء يقول لشقيقه:"... إن هذا الشيخ
الذي يشد الغطاء من فوقنا شديد الجهل.. فهو لا يعرف أن جانب الحصير الأسفل ليس به
أحد.. فلماذا لا يذهب إليه.." , عند ذلك أدرك الشيخ أنه يقضي الليل مع أسرة
محترمة من الجن.. و ترك الأبناء و غطاءهم...
هذا عن
التعداد في الوسط المستقر.. أما عن التعداد في الوسط المتنقل.. فما ظنك بهؤلاء
البدو الرحل الذي يقول حاديهم.. " سيروا سير الدلو أسلمها الرشاء حتى يتعرق
الحمل على ظهور المطايا.. و من يكون حملهم تارة بعرة شاة في شق و في الشق الآخر
متاع الأسرة بكامله...
.... و
عليه فقد حكمت المحكمة حضوريا و بعد المداولات أن التعداد العام للسكان و المساكن
دورة 2013 هو تعداد فاشل..... رفعت الجلسة..
شفيق البدوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق