قرر زميلنا شفيق البدوي المشاركة في ماراتون نواكشوط, إلى جانب جمع من المتسابقين في هذا الماراتون الدولي, و لذلك فإنه لم يجد الوقت هذا الأسبوع لكتابة مراياه القاتمة, و لكنه قبل أن يتوجه إلى التدريبات و عمليات الإحماء, أجرينا معه هذه المقابلة:
السلطة الرابعة: لما ذا قررتم المشاركة في هذه المسابقة؟
شفيق البدوي: لقد قررت المشاركة في هذا الماراتون ( و هو ليس مسابقة), فأنتم مولعون بالمسابقات و بالانتخابات... و أحيطكم علما أنه قد تم إنشاء لجنة وطنية للمسابقات... و أن هذه اللجنة قد تم انتقاؤها من خيرة الأطر.. و هي من تشرف على المسابقات.. و لكم أن تتنقدوها أو تطروها.. فأنا لا أعرف عنها شيئا لأنني لم أشترك قط في أية مسابقة إلا مسابقة دخول الإعدادية.. و قد تجحت متفوقا عندما اشترى لي أبي رقما وطنيا بعد أن تجاوزت سن المسابقة.. أو في مسابقة لأكل الخبز.. في زمن كنا نحتفل فيه بالثامن و العشرين من نوفمبر و كان تلاميذ المدارس يقومون ببعض الألعاب تخليدا لهذا اليوم, منها أكل الخبز و السباق على الركب.. و أتذكر أنني قد أكلت نصف القطعة الأول و لكنني أصبت بغصة شديدة فانهال علي المدير ضربا.. و لم يكن الضرب محرما في ذلك الوقت.. حتى سقطت القطعة من فمي.. و بعدها لم أعد أشارك في المسابقات.
أما الانتخابات.. فلم تعد موجودة... لعدة أسباب.. فانتم تعلمون أن توماني توري قد نجح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. و لكنه لم ينجح في الانتخابات الانقلابية.. و ما يقال في هذا الرجل يقال في كثير من الرؤساء في دول افريقيا و الكاريبي و المحيط الهادئ.. و بالتالي فالأهم هو النجاح في الانقلاب و ليس في الانتخابات.... أما الانتخابات النيابية و البلدية و انتخاب الشيوخ.. فهذه كان من المفروض أن يمولها أحد حوانيت التضامن في الصطاره و لكنه لم يتفق مع الأغلبية "الراديكالية" بشأن الآليات التي سيكون بها التصويت و لذلك قد تتأخر حتى ما بعد يوم القيامة الذي قيل إنه سيكون في شهر ديسمبر من السنة الجارية.
س..ر..: ليس هذا ما نسأل عنه..
ش. البدوي: (لا تقاطعوني.. فأنا أتدرب على الماراتون في الكلام).. إذا كانت حضارة المايا في آمريكا الجنوبية صادقة فالانتخابات قد طوي ملفها إلى الأبد.. و إذا كانت غير صادقة في تنبؤاتها.. فالانتخابات لم تعد في البرنامج.. و أنا أشك جازما أنها صادقة.. لان رئيس الجمهورية قال إنه لن يترشح مرة أخرى للرئاسة.. فلو لم يكن يعرف أن الآخرة ستأتي هذا العام لأعلن ترشحه.. فهو محب للمسابقات.. و يريد أن يبين للمعارضة أنه قادر على تنظيم المسيرات.. ألم تروه في نواذيبو و هو ينظم مسيرة في اليوم الموالي لمسيرة المنسقية.. و نظم مسيرة أخرى في روصو و ها هو سينظم مسيرة في ألاك في الخامس عشر من الشهر الجاري..
س.. ر..: سنضطر لمقاطعتكم.. لأننا نتحدث عن موضوع رياضي و ليس الموضوع سياسيا..
ش.. البدوي: ( يصرخ): قلت لك إنني في ماراتون دولي للحصول على أطول إجابة.. و أنا لم أصل بعد إلى لب الموضوع.. فأنا أعرف بعض الأسرار في هذه الدولة.. فالرئيس نفسه سيكون بجانبي أو خلفي في السباق..
س.. ر.. معنى هذا أنه لن يكون أمامك؟
ش.. البدوي: لا.. لن يكون أمامي.. لأن حكمه في الصلاة أن يصلي إلى جانبي أو خلفي.. فأنا أمير من جماعة الدعوة و التبليغ.. و هو قد قرر الخروج معنا.. فعليه أن يسير خلفي دائما.. و أن يصلي خلفي.. و أن يجلس خلفي و أن يقف خلفي.. و أظن أنك ستدرك مدى أهميتي هنا..( يبتسم)..فالرئيس سيكون خلفي أنا أو إلى جانبي.. و الوزراء سيسيرون خلف الرئيس.. فلو شارك ذلك الشاب العداء المهني في الماراتون و هو المسمى حمدي ولد المحجوب.. فإنه لن يستطيع أن يتقدم على الرئيس.. و سترى وزير المالية و وزير التنمية الريفية و وزير المياه و وزير الاقتصاد و التنمية و وزير الخارجية.. ( الذين هم فارعو الطول).. يسيرون بخطا قصيرة حتى لا يتقدموا على الرئيس.. و سيضطر وزير التجارة و وزير التجهيز و وزيرة الثقافة و وزير الداخلية و وزير الصحة إلى القيام ب(الرجيم) ابتداء من اليوم حتى لا يتخلفوا بعيدا عن الموكب الوزاري الذي سأقوده أنا.. و أنا كما تعلمون من العدائين العرب من أمثال السليك بن السلكة و الشنفرى و حاجز الأزدي و تأبط شرا..
س.. ر..: لقد تجاوزنا الوقت المحدد لهذه المقابلة.. و سنطرح عليكم سؤالا أخيرا..
ش.. البدوي: ( بصوت مرتفع): كيف تطرح علي السؤال الأخير و أنا حتى الآن لم أقل شيئا مما كنت أريد قوله..
رئيس الجمهورية ذهب إلى السنغال من أجل الاستفادة من تجربة العدائين السنغاليين في الماراتون.. فهو يعرف أن منهم العدائين الكبار.. و يكفيك أن ماكي صال سيعين في منصب وزير الشباب و الرياضة البطل الدولي (خاليدو افاتيكا) ذلك اللاعب المعروف في ملاعب كوريا الجنوبية و في متاجر المجوهرات.. بعدما أصر على تعيين يوسف اندور في منصب وزاري...
س.. ر..: نقترح عليك ان تكتب بقية أجوبتك في الحلقة القادمة من هذا العمود...
حاوره:....... شفيق البدوي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق