بين القتاد والسيال على ربوع اكيدي
ولد الفنان المختار ولد الميداح سنة 1914 لأبيه محمد ولد إعلي ولد أعمر ولد
مانو الملقب الميداح، ولأمه العازفة المشهورة منينه منت الببان كان وحيد
أمه،فكان أثيرا عندها وعند أخواله درس حدثا بين محظرة أهل أحمد للعاقل و
محظرة أهل محنض بابه ولد إعبيد وتلقى مبادئ علوم الشرع وكان ذكيا عشق العزف
وهو حدث صغير وكان يسرق تيدنيت خاله أحمد ولد الببان ومن الطريف أن خاله
أحمد كان مارا ذات يوم بجانب شجرة فسمع صوت "تدينته" فعرفها وبهت لأنه
تركها في الحي وعند البحث ضبطها عند ابن أخته المختار الذي كان يسرق
التيدينيت ليتدرب بعدها نبغ فى العزف حيث أخذ أسراره من أنامل خاله أحمد
ولد الببان كان أهل الميداح بارعين وكان فن أهل الببان العزف رجالا ونساء
سأل الأديب محمدن ولد سيد ابراهيم، الفنان المختار ولد الميداح، من هي أكثر
النساء قدرة على عزف "آردين"، فأجابه "نيله"، فسأله ومن الرجال؟، فأجاب
"نيله" أيضا"
وما نيله منت أحمد سالم ولد الببان إلا نموذجا لمهارة أهل الببان . برع المختار في العزف وجمع مهارة أهل الميداح وأهل الببان فتظاهرالسحران في أنامله، و أجازه كبار العازفين أحمد ومحمد يحي وأحمد سالم أبناء الببان ومحمد ولد إكَليب، فى حفل" ابهار " حضره الأمير أحمد ولد الديد.
أما في الجانب المعرفي فكان مشاركا في العلوم لايبارى في السيرة ويعرف لغة العرب وأساليبهم ملما بالفقه والعقيدة والأدب كان يعطـَى الكلمة في مجالس أهل أحمد للعاقل في مجلس القاضي اميي وفي مجلس القاضي حامد ولد ببها وكان العلامة أحمد سالم بن أشفغ عبد الله "ححام" إمام مسجد المذرذره يفسح له المجال و يعجب به ويقول له أنت عالم أنت عالم .. وعلى " غرد انجبق " حيث مضارب خيام محمد ولد آمنة وحيث تمنى الشاعر اليعقوبي أن يكون :
ألا كن مع اللائين يدعون ربهم = يخرون للأذقان يبكون سجدا
كان للمختار ممر على صديقه محمد ولد آمنتو وكثيرا ما تسامرا على ذاك الكثيب في مجلس طابت أفانينه .
تميزت شخصية المختار بالرزانة والجدية وعرف عنه التدين الشديد، وقيام الليل، وصدقة السر، والالتزام بالطهارة المائية.. رغم انتشار استخدام رخصة التيمم لعدم توفر الماء.وكان متقيدا بعادات اهل اگيدي الاخلاقية والادبية والاجتماعية. وقد لقبه صديقه محمد عبد الله ولد الحسن "بالفرزدق"
فطن المختار إلى التلاقي أو التناغم بين لبتوت وبحور الشعر العربي فقد كان تلامذة المحاظر يغنون سليقة بحور السريع والوافر والكامل في " كر"، وكان المداحون يغنون الوافر وقصائد ابن مهيب في اكحال كر ولذلك سمي ضرب من كر بالوافر وآخر بابن وهيب كما أن هناك فرعا من "كر" يحمل اسم" السريع" وكان الرمل والمديد وربما الرجز يغنون في "فاغو" لأن العرب كانت ترتجز إذا دخلت الحرب.
و الخفيف مناسب " للكحال" كما يغنى به " في لبياظ"، والبسيط يدخل في " ازراك" كان المختار ولد الميداح يقول : أنا ومحمد عبد الرحمن ولد انكذي أول من "خبطا " البسيط في هذه البلاد. فكان المختارمن أوائل المؤسسين لنظام التناسق اللحني بين الكلمات المنشدة باللغة العربية الفصحى والمقامات المحلية، كما غنى بقصائد حسان بن ثابت وبقصائد الفخر لكبار الشعراء العرب ثم قصائد نزار قباني وغيره، وقام بمحاولة جادة وناجحة لمقابلة البحور الشعرية مع المقامات الموسيقية مثل بحور الوافر و الكامل و السريع التي خصصها لمقام كَرْ والمتقارب الخاص بمقام الفايزْ و الخفيف في لكحال ..
كان يغني فى الوافر :
رعاةَ الليل مافعل الصباح = وما فعلت أوائله الملاح
كأن القلب ليلة قيل يُغدى = بليلى العامرية أويُراح
قطاةٌ مسها شرك فباتت = تَجاذبُه وقد علق الجناح
فلا بالليل نالت ماتمنت= ولا بالصبح كان لها براح
وفى الرمل رملية محمدو ولد حنبل الحسني
أضرم الهم سحيرا فالتهب = لمع برق بربيات الذهب
في شماريخ ثقال دلح = كتهادي العيس في الوعث النكب
وكثيرا ما غنى السريع في مقام: التحزام "بين انيام والربابي ف اجانب البيظه " قول امحمد ولد أحمد يوره :
مَعاهدُ الميمونِ أقوتْ ظركْ = إن لم تُبَكِّهَا فَمَا أَصبركْ
أمْستْ لسِيدان الْفلاَ مألفًا = وكلُّ حَرفِ مثلَ نونْي عَرَكْ
مِن بعدِ ما كانَ بها نِسوةٌ = يصطدننا مثلَ اصطيادِ الشَّرَكْ
لا طَاربٌ فيها ولا مُطربٌ = سبحانك اللهم ما أقدركْ
وغنى في السريع :
سِـمْ سِمـةً تُحمـدُ آثارُهـا = واشكرْ لمن أعطى ولو سِمْسِمَه
والمكرُ مهمـا اسطعـت لا تأتـه = لتقتنـي الـسـؤدد وِالمكـرُمـه
المهرُ مهـرُ الحور وهو التقى = بادره قبل الشيب والمهرمه
وكان يغني في المتقارب قول امحمد بن أحمد يوره وكان أداؤه له رائعا :
أطعت العواذل خوف الجفا =وخوف الحشيشة أن تنتفا
وأخفيت شوقي على كثره = وليس المقام مقام الخفا
وصنت الدموع لدى أربع = بواد الأراك وواد السفا
ربوع أصبن بأيدي البلى= فمنها جديد ومنها عفا
يذكرنيها قديم الهوى = ويأبى التقادم أن تعرفا
كان له "إظهر" خاص به يعرف "بالمصري" وكان يرخي له "المهر الأعلى من لمهار" ويعزفه عزفا خاصا ويغني فيه بالمتقارب وقد قال في ذلك :
هاذَ الشورْ إغناهْ ناتگْ=تفلواتنْ متعاگبين
وحْدَ منهمْ تاطراتْ إگْـ = ـبَلْهَا وحدَ تگادرين
كان المختار أول من ضاعف أوتار التدنيت " لمهار والتشبطن "وكانت "جانمبة لگنيديه" قبل المختار تعرف "بالعاگر" ولا يعزف فيها إلا "كر وفاغو ولبياظ وبيگي" فأضاف إليها المختار "سيني والتحرار ولكحال وازراگ" في عام 1953 وصار يعرف هذا العام في الوسط الفني والثقافي "بعام لگنيديه"، وكان المختار يؤرخ به وكان ماهرا فى تدريس التدنيت وصاحب مدرسة خاصة .
واكب المختار الاستقلال ودعمه عن طريق الإذاعة ويقول المؤرخ محمد ولد مولود ولد داداه الشنافي رحمه الله : إن المختار ولد اميداح وسيد أحمد البكاي ولد عوّ وسيداتي ولد آب ، ثلاثي استطاع بفنه " أزوان " من خلال الإذاعة أن يخلق هوية وطنية جامحة معتزة بخصوصيتها ورافضة الذوبان فى أي فضاءات أخري ..
يعود له الفضل فى أول محاولة لتنظيم الفنانين الموريتانيين سنة 1964 بين خفق الرؤى وذوب الخيال.
ويقول الأديب محد فال ولد عبد اللطيف : المختار فتى الفتيان وهو موفق تمام التوفيق في حسن العبارة واختيار المعنى، والتعليق على الحوادث والأشخاص ..وكان مرهوب المكان على كرم وتقوى وورع ظاهر.
وهذا أمر طبيعي فقد كان الناس يخشون حسان بن ثابت وهو صحابي جليل لم يوجه أي إساءة إلى أي أحد إلا من دفعه إلى ذلك دفعا ..رحم الله المختار.
من مقولات المختار : إن معرفة الأسباب معينة على التأويل، وهي مقولة كان الأستاذ محمدن ولد سيدي إبراهيم يعمل بها
من جيد شعره قوله في التوحيد :
اشل لي كاع بذا من الكد =والجد في ش لُ شي انحد
واديار اعل حد اسند =واطريح اعليه العول
وآن نعرف عن كل حد =رزق تحت أيد المول
وان والخلق ءذاك جادْ=للمول ماهِ كولَ
ملك ءلافينَ حدْ زادْ=للمولَ من حد أولَ
وهذه الطلعة من ابير تكادرين :
لاتتهم عن حدْ ينفعْ = لوخر دون الله وارفعْ
تخمامك عن ذاك واكنع = بالكلب الخلاك خوَّ
والل خاط ذاك مرجعْ = ما يحتسب كونْ هوَّ
رزق العبد البيهْ واعدْ = مول العون امولْ القوَّ
هوَّ زاد الهونْ واعدْ = واللي واعد هك هوَّ
وهم قوم بتعجيزه فقالو نريد طلعه راويها اللام بعدها هاء : الها "ال ها" فقال بدون تحضير ببديهة عجيبة :
كط من الدنيا جات-جعبَ زينَ وامشات
ءُ جاو أ راها وحدات= من شكل اماثلهَ
لحباب ءُ لحبابات =والجوغَ والملهَ
غير الدنيا فوات= واتخزى بهلهَ
ءُ ش فيها كاع اطرَ= ءُ ركبت فيه الولهَ
يوفَ من ش خطرَ= معروف اعلَ اولهَ
وله :
ذِلِّ لـَـخـْـلاگِ والـْـفتْ = ذَ يَوْم عَنـْـهَ عَادثْ
ــثالــــثْ بيَّ مُخالفــةْ = مُــلانَ للحَــــوَادثْ
من طرائفه أنه حين سمع المقولة " لمرابط ماهُو صاحب إيگيوْ " قال : " إلّ امّابَ بعدْ ألا لمرابط " وقيل له : " المختار أنت أياك ماعتْ شمّاتْ "قال : " النسْ بعد عادتْ عطّاسَ " ، وفى الثمانينات ظهر مايكل جاكسون فى التلفزيون وهو يرقص طوال أغنيته وسأل المختار رحمه الله : هاذ منْهو ؟ فقالوا: مايكِل فرد على الفور : ءُ لاَ ايْملْ،....
توفي الداه رحمه الله في مثل هذا اليوم في رمضان يوم الجمعة 22 ابريل 1988 ودفن باحسي السعادة .
/
ونختم بما كتبه المختار بن حامد رحمه الله تعالى في جزء الأغاني والمغنين من موسوعته التاريخية من مقاطع قيلت للمختار بن الميداح وغنى بها، يقول ابن حامد :
يقول گراي بن محمد بابه بن امحمد بن احمد يوره الديماني من الطويل و غنى به المختار في سينى كر وفى التحرار.
غناك أرى الشادين منه تعلموا=جميع الغنا من أجل ذلك سلموا
فصرت إماما إن تكبر يكبروا=وإن أنت يا مختار سلمت سلموا
وقال الأديب الأستاذ محمد المختار بن اباه العلوي:
مختار يجلو ما تردده لنا=صدأ القلوب وقد شفا ألم الصدى
فالضرب قد أحسنته وسلكت في=نهج الغناء مقاصدا لن تقصدا
والعود يحكي ما تقول موافقا=ما قلته فكأنه رجع الصدا
وقال فيه آخر "ويعني بها المختار بن حامد نفسه " من بحر الطويل وغنى به المختار فى سينى كر والتحرار أيضا:
ألا يا ابن مداح الرسول ويا هوه=ويا من مناويه قد انهار في هُوَّه
أنلت بحول الله عَ المدح قوة=ولا حول إلا بالإله ولاقوه
إذا ما شدا المختار يوما وحوله=غزال أحم المقتلين له حوه
ترى كل مشتاق يئن تأوها=فمهما تغنى قال كل فتى أوه
ليهنك يا مختار أنْكَ فتى هنا=وأنَّك قد تمت لك الفُـ(هنا)تُوهْ
وقال فيه أيضا من المتقارب وغنى به المختار فى التحزام:
وعود يعلمه ربه=من النغم حلوا رخيما حسين
كأن أبا منه فى مكتب=يقول فيحكى بلفظ الأنين
إذا قال بَا قال بَا عوده=وإن قال سينا يقل هو سين
ولأحد الشرفاء من الوافر وغنى به المختار:
وعود منه رنات المثانى=خلاخيل الحسان إذا تثنى
تغنى فيه مختار فأبدى=ضروب الحسن مجموعا مثنى
فأطرب واهبا مثنى الأيادى=كوالده الرضا الحسنِ المثنى
وقال الشيخ الطالب بن عبد الله بن صلاح التندغى وغنى به المختار في بيگى:
أرى السيد المختار فى المدح ماهرا=ولا سيما إن هزه الشوق أو غنى
له تيدنيت أطرب الأنسَ صوتُها=جميعا وبعد الإنس قد أطرب الجنا
قفا فى سبيل المجد قوما أماجدا=قد أعجز أهل الشعر مدحهم الأسنى
وقال المصطفى بن محمد بن يابون التندغى البوحبينى وغنى به المختار فى سينى كر والتحرار:
بهولك يا مختار هاج لنا الذكر=تذكر ما قد كان أودى به الدهر
لكم أضرُبٌ فى الهول لذ سماعها=أمختار لا شلت أناملك العشر
وقال محمد بن الروح التندغى وغنى به المختار فى سنييمه الزرگه:
للناس طرا بهذا الشدو أشعار=لأن شدوك يا مختار مختار
قد فقت فى الشدو أهل الشدو قاطبة=وفقت فى الضرب والأوتار أوتار
فحسن صوتك لا يخفى على أحد=كأنه علم فى رأسه النار
وقال گراى بن محمد بابه وغنى به المختار فى سينى كر:
لصوتك فى كل القلوب دبيب=فهو إلى كل الأنام حبيب
تفردت فى الضرب الأصيل وفى الغنا=فلم يبق للشادين عنك نصيب
إذا صدئت مرآة قلب فما لها=سوى الضرب والغناء منك طبيب
إذا أخطأ الشادون فى طرق الغنا=فإنك فى طرق الغناء مصيب
فأعطاك يا مختار ربك نصرَه=وتيسيرَه فهو القريب مجيب
وقال محمدن بن محمد بابه بن امحمد بن أحمد يوره وغنى به المختار فى سنييمه الزرگه:
أدمِنْ على شدوك المختار مختار=فإنما شدوك المختار مختار
أذع به شاديا واختر محاسنه=أولاك ربك ما ترجو وتختار
وقال شيخنا بن محمد مختار بن معروف البركني وغنى به المختار فى سينى كر والتحرار:
ألم يان للشادين أن يعلنوا جهرا=بأنك يا مختار فقتهم الدهر
وأنك حزت الفن من دون أهله=فلم تترك السهل البسيط ولا الوعرا
وأنك أنت البدر والغير أنجم=وهل يستطيع النجم أن يكسف البدرا
أدامك مولانا وأعطاك عزه=ووقاك ما تخشى وأبقى لك الفخرا
وقال المختار بن حَمَّنِّ اليدالى الملقب الشاعر:
إذا دخل المختار في الهول أبرا=ويترك ما قد كان فى خاطرى غبرا
له آلة تقفوه إن قال ردة=تضاهيه لا تعصى لمنطقه أمرا
فإن قالها شفعا تجيء بشكلها=وإن قالها وترا تجيء به وترا
وقال محمدن بن أشفغ أعمر وغنى به المختار في سينى كر:
لله شعر يروق السمع كالبصر=تشدو به عبرة لكل معتبر
أغنى عن الشعر أهل الشعر فاعله=كأنه فاعل أغني عن الخبر
وقال أيضا وغنى به المختار فى سينى كر:
صار السماع لديك اليوم مستمعا=لا فض فوك ولا شلت يداك معا
فتيدنيتك لا أبغى بها بدلا=كذاك صوتك لا خوفا ولا طمعا
وقال آخر (المختار بن حامد) وغنى به المختار فى سنييمه البيضاء:
أطربتنا من حسنها نغمات=موهنا قالها لنا المختار
هي طرف وتالد عن جدود=عن جدود وغيرها مستعار
وقال آخر (المختار بن حامد) وغنى به المختار فى سنييمه البيضاء:
نجل مداح إن شدا في النوادي=يذهب الهم عن جميع العباد
ومباريه في الغناء عيي=لا تباري البغال ركب الجياد
وقال آخر (المختار بن حامد) وغنى به المختار فى سنييمه الزرگه:
أحييت أرواحنا بالشدو يا صاحى=لما شدوت لنا يا نجل مداح
تحيي القلوب جمادات تكلمها=دون اللسان بإعجام وإفصاح
وقال سيد المختار بن عبد الفتاح بن امبيريك من أولاد حبينى وغنى به المختار فى سينى كر:
يطرِّب يا مختار شدوك جمعَنا=ويوقظ من قد كان فى الشدو وَعظهُ
فلو بحت بالذْ هاج لي من سماعه=على الناس طرا أهجر الناس حفظه
ولكنني أثنى عناني منشدا=وخير كلام المرء ما قل لفظه
جزى السيد المختار ربي بفضله=وأمنه فى حفظه وأمانه
سقانا رحيق الخمر شدوُ لسانه=وعللنا من ضربه ببنانه
على أربع تنساب فى إثر أربع=فيا حسنه من منطق وبيانه
رأى خيل أهل الشدو طرا جواده=فأدركهن ثانيا من عنانه
وقال حبيب الله بن محمد المختار بن الأفضل الحسنى وغنى بها المختار فى وافر كر:
إذَا قال الفتى المختار قَوْلاً=وجس العود عاد له المقالا
يعيد العود قول الند رفعا=وخفضا وانطباقا وانسفالا
حلفت بزمزم ومنى وخيف=ومن وافى بحجته ألالا
بأنك ماهر فى الفن قطعا=وفى ذاك المدى فقت الرجالا
براك الله فى الشادين فردا=تبارك ربنا البارى تعالى
وقال المصطفى بن بونا وغنى به المختار فى سينى كر:
لك الله يا مختارنا اختار ما يرضى=وأعطاك فى المأمول مقصوده الأرضى
ففيك عن الشادين خمس فوائد=قد أكملتها طولا وأكملتها عرضا
حكايات آداب لدى كل مجلس=وميز لعلم العقد لا يختشي نقضا
وشدو يفوق الشدو طرا بحسنه=وضرب يفوق الضرب من حسنه أيضا
وما السنة الغراء عنها بغافل=فلم تترك المندوب منها ولا الفرضا
وقال آخر "المختار بن حامد" وغنى به المختار فى كر:
لقد فقت يا مختار فى كل مشهد=بمدحك للمختار طه الممجد
ويذكى الحشا ترديدك اليوم منشدا=جلبت مديح الهاشمي محمد
وقال آخر "المختار بن حامد" :
لعمرى لقد سيقت همومى وما درى=وجاء سرور القلب من داخل الصدر
لدن ردد المختار قولة منشد=تلقيت من شمس تدور على بدر
وذلك بمناسبة غناء المختار بقول الشاعر:
تلقيت من شمس تدور على بدر=من القتل ما لاقت قريش على بدر
ولكنهم لاقوه بالسمر بينهم=ولاقيته من أشبه الشيء بالبدر
فيا عجبا من يوم بدر شهدته=ومن دوران الشمس يوما على البدر
غنى بها المختار فى سينى كر.
وقال آخر (المختار بن حامد):
الشاعر المطرب المختار أنسانى=أصوات كل دوى من صوت أوطانى
تشكيله الفن كالأشكال أربعة=تعلو بأربعة تحدوا بألحان
وقال محمد بن أمين المجلسي البوحمدي وغنى به المختار في سيني:
لك الصوت يا مختار والصيت والنصر=يمينا بلثم البيض ما طلع الفجر
فصوتك برء للبرية أم سحر=أدُرٌّ أخمر بل يذم له الخمر
فصوتك بدر تحته الصوت حندس=وهل تستوي الدهر الحنادس والبدر
فلا زالت يا مختار في الناس هكذا=بجاه شفيع الخلق ما سكن البحر
وقال آخر (المختار بن حامد) وغنى به المختار في سنييمه الزرگه:
أضنت قلوب ذوي الألباب أشعار=يبأى بهن على الأخيار مختار
مختارنا نجل مداح النبي به=تحيى القلوب بما تهوى وتختار
لا تصغين إلى شخص يناضله=فهو الضروري والمختار مختار
والنغم والضرب والحساد شاهدة=كلاهما إن شدا المختار مختار
وما نيله منت أحمد سالم ولد الببان إلا نموذجا لمهارة أهل الببان . برع المختار في العزف وجمع مهارة أهل الميداح وأهل الببان فتظاهرالسحران في أنامله، و أجازه كبار العازفين أحمد ومحمد يحي وأحمد سالم أبناء الببان ومحمد ولد إكَليب، فى حفل" ابهار " حضره الأمير أحمد ولد الديد.
أما في الجانب المعرفي فكان مشاركا في العلوم لايبارى في السيرة ويعرف لغة العرب وأساليبهم ملما بالفقه والعقيدة والأدب كان يعطـَى الكلمة في مجالس أهل أحمد للعاقل في مجلس القاضي اميي وفي مجلس القاضي حامد ولد ببها وكان العلامة أحمد سالم بن أشفغ عبد الله "ححام" إمام مسجد المذرذره يفسح له المجال و يعجب به ويقول له أنت عالم أنت عالم .. وعلى " غرد انجبق " حيث مضارب خيام محمد ولد آمنة وحيث تمنى الشاعر اليعقوبي أن يكون :
ألا كن مع اللائين يدعون ربهم = يخرون للأذقان يبكون سجدا
كان للمختار ممر على صديقه محمد ولد آمنتو وكثيرا ما تسامرا على ذاك الكثيب في مجلس طابت أفانينه .
تميزت شخصية المختار بالرزانة والجدية وعرف عنه التدين الشديد، وقيام الليل، وصدقة السر، والالتزام بالطهارة المائية.. رغم انتشار استخدام رخصة التيمم لعدم توفر الماء.وكان متقيدا بعادات اهل اگيدي الاخلاقية والادبية والاجتماعية. وقد لقبه صديقه محمد عبد الله ولد الحسن "بالفرزدق"
فطن المختار إلى التلاقي أو التناغم بين لبتوت وبحور الشعر العربي فقد كان تلامذة المحاظر يغنون سليقة بحور السريع والوافر والكامل في " كر"، وكان المداحون يغنون الوافر وقصائد ابن مهيب في اكحال كر ولذلك سمي ضرب من كر بالوافر وآخر بابن وهيب كما أن هناك فرعا من "كر" يحمل اسم" السريع" وكان الرمل والمديد وربما الرجز يغنون في "فاغو" لأن العرب كانت ترتجز إذا دخلت الحرب.
و الخفيف مناسب " للكحال" كما يغنى به " في لبياظ"، والبسيط يدخل في " ازراك" كان المختار ولد الميداح يقول : أنا ومحمد عبد الرحمن ولد انكذي أول من "خبطا " البسيط في هذه البلاد. فكان المختارمن أوائل المؤسسين لنظام التناسق اللحني بين الكلمات المنشدة باللغة العربية الفصحى والمقامات المحلية، كما غنى بقصائد حسان بن ثابت وبقصائد الفخر لكبار الشعراء العرب ثم قصائد نزار قباني وغيره، وقام بمحاولة جادة وناجحة لمقابلة البحور الشعرية مع المقامات الموسيقية مثل بحور الوافر و الكامل و السريع التي خصصها لمقام كَرْ والمتقارب الخاص بمقام الفايزْ و الخفيف في لكحال ..
كان يغني فى الوافر :
رعاةَ الليل مافعل الصباح = وما فعلت أوائله الملاح
كأن القلب ليلة قيل يُغدى = بليلى العامرية أويُراح
قطاةٌ مسها شرك فباتت = تَجاذبُه وقد علق الجناح
فلا بالليل نالت ماتمنت= ولا بالصبح كان لها براح
وفى الرمل رملية محمدو ولد حنبل الحسني
أضرم الهم سحيرا فالتهب = لمع برق بربيات الذهب
في شماريخ ثقال دلح = كتهادي العيس في الوعث النكب
وكثيرا ما غنى السريع في مقام: التحزام "بين انيام والربابي ف اجانب البيظه " قول امحمد ولد أحمد يوره :
مَعاهدُ الميمونِ أقوتْ ظركْ = إن لم تُبَكِّهَا فَمَا أَصبركْ
أمْستْ لسِيدان الْفلاَ مألفًا = وكلُّ حَرفِ مثلَ نونْي عَرَكْ
مِن بعدِ ما كانَ بها نِسوةٌ = يصطدننا مثلَ اصطيادِ الشَّرَكْ
لا طَاربٌ فيها ولا مُطربٌ = سبحانك اللهم ما أقدركْ
وغنى في السريع :
سِـمْ سِمـةً تُحمـدُ آثارُهـا = واشكرْ لمن أعطى ولو سِمْسِمَه
والمكرُ مهمـا اسطعـت لا تأتـه = لتقتنـي الـسـؤدد وِالمكـرُمـه
المهرُ مهـرُ الحور وهو التقى = بادره قبل الشيب والمهرمه
وكان يغني في المتقارب قول امحمد بن أحمد يوره وكان أداؤه له رائعا :
أطعت العواذل خوف الجفا =وخوف الحشيشة أن تنتفا
وأخفيت شوقي على كثره = وليس المقام مقام الخفا
وصنت الدموع لدى أربع = بواد الأراك وواد السفا
ربوع أصبن بأيدي البلى= فمنها جديد ومنها عفا
يذكرنيها قديم الهوى = ويأبى التقادم أن تعرفا
كان له "إظهر" خاص به يعرف "بالمصري" وكان يرخي له "المهر الأعلى من لمهار" ويعزفه عزفا خاصا ويغني فيه بالمتقارب وقد قال في ذلك :
هاذَ الشورْ إغناهْ ناتگْ=تفلواتنْ متعاگبين
وحْدَ منهمْ تاطراتْ إگْـ = ـبَلْهَا وحدَ تگادرين
كان المختار أول من ضاعف أوتار التدنيت " لمهار والتشبطن "وكانت "جانمبة لگنيديه" قبل المختار تعرف "بالعاگر" ولا يعزف فيها إلا "كر وفاغو ولبياظ وبيگي" فأضاف إليها المختار "سيني والتحرار ولكحال وازراگ" في عام 1953 وصار يعرف هذا العام في الوسط الفني والثقافي "بعام لگنيديه"، وكان المختار يؤرخ به وكان ماهرا فى تدريس التدنيت وصاحب مدرسة خاصة .
واكب المختار الاستقلال ودعمه عن طريق الإذاعة ويقول المؤرخ محمد ولد مولود ولد داداه الشنافي رحمه الله : إن المختار ولد اميداح وسيد أحمد البكاي ولد عوّ وسيداتي ولد آب ، ثلاثي استطاع بفنه " أزوان " من خلال الإذاعة أن يخلق هوية وطنية جامحة معتزة بخصوصيتها ورافضة الذوبان فى أي فضاءات أخري ..
يعود له الفضل فى أول محاولة لتنظيم الفنانين الموريتانيين سنة 1964 بين خفق الرؤى وذوب الخيال.
ويقول الأديب محد فال ولد عبد اللطيف : المختار فتى الفتيان وهو موفق تمام التوفيق في حسن العبارة واختيار المعنى، والتعليق على الحوادث والأشخاص ..وكان مرهوب المكان على كرم وتقوى وورع ظاهر.
وهذا أمر طبيعي فقد كان الناس يخشون حسان بن ثابت وهو صحابي جليل لم يوجه أي إساءة إلى أي أحد إلا من دفعه إلى ذلك دفعا ..رحم الله المختار.
من مقولات المختار : إن معرفة الأسباب معينة على التأويل، وهي مقولة كان الأستاذ محمدن ولد سيدي إبراهيم يعمل بها
من جيد شعره قوله في التوحيد :
اشل لي كاع بذا من الكد =والجد في ش لُ شي انحد
واديار اعل حد اسند =واطريح اعليه العول
وآن نعرف عن كل حد =رزق تحت أيد المول
وان والخلق ءذاك جادْ=للمول ماهِ كولَ
ملك ءلافينَ حدْ زادْ=للمولَ من حد أولَ
وهذه الطلعة من ابير تكادرين :
لاتتهم عن حدْ ينفعْ = لوخر دون الله وارفعْ
تخمامك عن ذاك واكنع = بالكلب الخلاك خوَّ
والل خاط ذاك مرجعْ = ما يحتسب كونْ هوَّ
رزق العبد البيهْ واعدْ = مول العون امولْ القوَّ
هوَّ زاد الهونْ واعدْ = واللي واعد هك هوَّ
وهم قوم بتعجيزه فقالو نريد طلعه راويها اللام بعدها هاء : الها "ال ها" فقال بدون تحضير ببديهة عجيبة :
كط من الدنيا جات-جعبَ زينَ وامشات
ءُ جاو أ راها وحدات= من شكل اماثلهَ
لحباب ءُ لحبابات =والجوغَ والملهَ
غير الدنيا فوات= واتخزى بهلهَ
ءُ ش فيها كاع اطرَ= ءُ ركبت فيه الولهَ
يوفَ من ش خطرَ= معروف اعلَ اولهَ
وله :
ذِلِّ لـَـخـْـلاگِ والـْـفتْ = ذَ يَوْم عَنـْـهَ عَادثْ
ــثالــــثْ بيَّ مُخالفــةْ = مُــلانَ للحَــــوَادثْ
من طرائفه أنه حين سمع المقولة " لمرابط ماهُو صاحب إيگيوْ " قال : " إلّ امّابَ بعدْ ألا لمرابط " وقيل له : " المختار أنت أياك ماعتْ شمّاتْ "قال : " النسْ بعد عادتْ عطّاسَ " ، وفى الثمانينات ظهر مايكل جاكسون فى التلفزيون وهو يرقص طوال أغنيته وسأل المختار رحمه الله : هاذ منْهو ؟ فقالوا: مايكِل فرد على الفور : ءُ لاَ ايْملْ،....
توفي الداه رحمه الله في مثل هذا اليوم في رمضان يوم الجمعة 22 ابريل 1988 ودفن باحسي السعادة .
/
ونختم بما كتبه المختار بن حامد رحمه الله تعالى في جزء الأغاني والمغنين من موسوعته التاريخية من مقاطع قيلت للمختار بن الميداح وغنى بها، يقول ابن حامد :
يقول گراي بن محمد بابه بن امحمد بن احمد يوره الديماني من الطويل و غنى به المختار في سينى كر وفى التحرار.
غناك أرى الشادين منه تعلموا=جميع الغنا من أجل ذلك سلموا
فصرت إماما إن تكبر يكبروا=وإن أنت يا مختار سلمت سلموا
وقال الأديب الأستاذ محمد المختار بن اباه العلوي:
مختار يجلو ما تردده لنا=صدأ القلوب وقد شفا ألم الصدى
فالضرب قد أحسنته وسلكت في=نهج الغناء مقاصدا لن تقصدا
والعود يحكي ما تقول موافقا=ما قلته فكأنه رجع الصدا
وقال فيه آخر "ويعني بها المختار بن حامد نفسه " من بحر الطويل وغنى به المختار فى سينى كر والتحرار أيضا:
ألا يا ابن مداح الرسول ويا هوه=ويا من مناويه قد انهار في هُوَّه
أنلت بحول الله عَ المدح قوة=ولا حول إلا بالإله ولاقوه
إذا ما شدا المختار يوما وحوله=غزال أحم المقتلين له حوه
ترى كل مشتاق يئن تأوها=فمهما تغنى قال كل فتى أوه
ليهنك يا مختار أنْكَ فتى هنا=وأنَّك قد تمت لك الفُـ(هنا)تُوهْ
وقال فيه أيضا من المتقارب وغنى به المختار فى التحزام:
وعود يعلمه ربه=من النغم حلوا رخيما حسين
كأن أبا منه فى مكتب=يقول فيحكى بلفظ الأنين
إذا قال بَا قال بَا عوده=وإن قال سينا يقل هو سين
ولأحد الشرفاء من الوافر وغنى به المختار:
وعود منه رنات المثانى=خلاخيل الحسان إذا تثنى
تغنى فيه مختار فأبدى=ضروب الحسن مجموعا مثنى
فأطرب واهبا مثنى الأيادى=كوالده الرضا الحسنِ المثنى
وقال الشيخ الطالب بن عبد الله بن صلاح التندغى وغنى به المختار في بيگى:
أرى السيد المختار فى المدح ماهرا=ولا سيما إن هزه الشوق أو غنى
له تيدنيت أطرب الأنسَ صوتُها=جميعا وبعد الإنس قد أطرب الجنا
قفا فى سبيل المجد قوما أماجدا=قد أعجز أهل الشعر مدحهم الأسنى
وقال المصطفى بن محمد بن يابون التندغى البوحبينى وغنى به المختار فى سينى كر والتحرار:
بهولك يا مختار هاج لنا الذكر=تذكر ما قد كان أودى به الدهر
لكم أضرُبٌ فى الهول لذ سماعها=أمختار لا شلت أناملك العشر
وقال محمد بن الروح التندغى وغنى به المختار فى سنييمه الزرگه:
للناس طرا بهذا الشدو أشعار=لأن شدوك يا مختار مختار
قد فقت فى الشدو أهل الشدو قاطبة=وفقت فى الضرب والأوتار أوتار
فحسن صوتك لا يخفى على أحد=كأنه علم فى رأسه النار
وقال گراى بن محمد بابه وغنى به المختار فى سينى كر:
لصوتك فى كل القلوب دبيب=فهو إلى كل الأنام حبيب
تفردت فى الضرب الأصيل وفى الغنا=فلم يبق للشادين عنك نصيب
إذا صدئت مرآة قلب فما لها=سوى الضرب والغناء منك طبيب
إذا أخطأ الشادون فى طرق الغنا=فإنك فى طرق الغناء مصيب
فأعطاك يا مختار ربك نصرَه=وتيسيرَه فهو القريب مجيب
وقال محمدن بن محمد بابه بن امحمد بن أحمد يوره وغنى به المختار فى سنييمه الزرگه:
أدمِنْ على شدوك المختار مختار=فإنما شدوك المختار مختار
أذع به شاديا واختر محاسنه=أولاك ربك ما ترجو وتختار
وقال شيخنا بن محمد مختار بن معروف البركني وغنى به المختار فى سينى كر والتحرار:
ألم يان للشادين أن يعلنوا جهرا=بأنك يا مختار فقتهم الدهر
وأنك حزت الفن من دون أهله=فلم تترك السهل البسيط ولا الوعرا
وأنك أنت البدر والغير أنجم=وهل يستطيع النجم أن يكسف البدرا
أدامك مولانا وأعطاك عزه=ووقاك ما تخشى وأبقى لك الفخرا
وقال المختار بن حَمَّنِّ اليدالى الملقب الشاعر:
إذا دخل المختار في الهول أبرا=ويترك ما قد كان فى خاطرى غبرا
له آلة تقفوه إن قال ردة=تضاهيه لا تعصى لمنطقه أمرا
فإن قالها شفعا تجيء بشكلها=وإن قالها وترا تجيء به وترا
وقال محمدن بن أشفغ أعمر وغنى به المختار في سينى كر:
لله شعر يروق السمع كالبصر=تشدو به عبرة لكل معتبر
أغنى عن الشعر أهل الشعر فاعله=كأنه فاعل أغني عن الخبر
وقال أيضا وغنى به المختار فى سينى كر:
صار السماع لديك اليوم مستمعا=لا فض فوك ولا شلت يداك معا
فتيدنيتك لا أبغى بها بدلا=كذاك صوتك لا خوفا ولا طمعا
وقال آخر (المختار بن حامد) وغنى به المختار فى سنييمه البيضاء:
أطربتنا من حسنها نغمات=موهنا قالها لنا المختار
هي طرف وتالد عن جدود=عن جدود وغيرها مستعار
وقال آخر (المختار بن حامد) وغنى به المختار فى سنييمه البيضاء:
نجل مداح إن شدا في النوادي=يذهب الهم عن جميع العباد
ومباريه في الغناء عيي=لا تباري البغال ركب الجياد
وقال آخر (المختار بن حامد) وغنى به المختار فى سنييمه الزرگه:
أحييت أرواحنا بالشدو يا صاحى=لما شدوت لنا يا نجل مداح
تحيي القلوب جمادات تكلمها=دون اللسان بإعجام وإفصاح
وقال سيد المختار بن عبد الفتاح بن امبيريك من أولاد حبينى وغنى به المختار فى سينى كر:
يطرِّب يا مختار شدوك جمعَنا=ويوقظ من قد كان فى الشدو وَعظهُ
فلو بحت بالذْ هاج لي من سماعه=على الناس طرا أهجر الناس حفظه
ولكنني أثنى عناني منشدا=وخير كلام المرء ما قل لفظه
جزى السيد المختار ربي بفضله=وأمنه فى حفظه وأمانه
سقانا رحيق الخمر شدوُ لسانه=وعللنا من ضربه ببنانه
على أربع تنساب فى إثر أربع=فيا حسنه من منطق وبيانه
رأى خيل أهل الشدو طرا جواده=فأدركهن ثانيا من عنانه
وقال حبيب الله بن محمد المختار بن الأفضل الحسنى وغنى بها المختار فى وافر كر:
إذَا قال الفتى المختار قَوْلاً=وجس العود عاد له المقالا
يعيد العود قول الند رفعا=وخفضا وانطباقا وانسفالا
حلفت بزمزم ومنى وخيف=ومن وافى بحجته ألالا
بأنك ماهر فى الفن قطعا=وفى ذاك المدى فقت الرجالا
براك الله فى الشادين فردا=تبارك ربنا البارى تعالى
وقال المصطفى بن بونا وغنى به المختار فى سينى كر:
لك الله يا مختارنا اختار ما يرضى=وأعطاك فى المأمول مقصوده الأرضى
ففيك عن الشادين خمس فوائد=قد أكملتها طولا وأكملتها عرضا
حكايات آداب لدى كل مجلس=وميز لعلم العقد لا يختشي نقضا
وشدو يفوق الشدو طرا بحسنه=وضرب يفوق الضرب من حسنه أيضا
وما السنة الغراء عنها بغافل=فلم تترك المندوب منها ولا الفرضا
وقال آخر "المختار بن حامد" وغنى به المختار فى كر:
لقد فقت يا مختار فى كل مشهد=بمدحك للمختار طه الممجد
ويذكى الحشا ترديدك اليوم منشدا=جلبت مديح الهاشمي محمد
وقال آخر "المختار بن حامد" :
لعمرى لقد سيقت همومى وما درى=وجاء سرور القلب من داخل الصدر
لدن ردد المختار قولة منشد=تلقيت من شمس تدور على بدر
وذلك بمناسبة غناء المختار بقول الشاعر:
تلقيت من شمس تدور على بدر=من القتل ما لاقت قريش على بدر
ولكنهم لاقوه بالسمر بينهم=ولاقيته من أشبه الشيء بالبدر
فيا عجبا من يوم بدر شهدته=ومن دوران الشمس يوما على البدر
غنى بها المختار فى سينى كر.
وقال آخر (المختار بن حامد):
الشاعر المطرب المختار أنسانى=أصوات كل دوى من صوت أوطانى
تشكيله الفن كالأشكال أربعة=تعلو بأربعة تحدوا بألحان
وقال محمد بن أمين المجلسي البوحمدي وغنى به المختار في سيني:
لك الصوت يا مختار والصيت والنصر=يمينا بلثم البيض ما طلع الفجر
فصوتك برء للبرية أم سحر=أدُرٌّ أخمر بل يذم له الخمر
فصوتك بدر تحته الصوت حندس=وهل تستوي الدهر الحنادس والبدر
فلا زالت يا مختار في الناس هكذا=بجاه شفيع الخلق ما سكن البحر
وقال آخر (المختار بن حامد) وغنى به المختار في سنييمه الزرگه:
أضنت قلوب ذوي الألباب أشعار=يبأى بهن على الأخيار مختار
مختارنا نجل مداح النبي به=تحيى القلوب بما تهوى وتختار
لا تصغين إلى شخص يناضله=فهو الضروري والمختار مختار
والنغم والضرب والحساد شاهدة=كلاهما إن شدا المختار مختار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق