نتناول اليوم في هذه الحلقة من قصص الأدب قطعة للمرحوم أحمدو ولد أباتنه الأحمذني الألفغي, المتوفى سنة 2003 في نواكشوط...
و نحاول أن نرصد البنية النحوية في هذه القطعة التي يقول فيها:
و نرصد اليوم في هذه الحلقة من الأدب الحساني البنية النحوية بحيث نتبين أولا أن الشاعر استعمل جملة فعلية تتألف من فاعل هو ( كَلت حي) و فعل هو ( عرَفن) و مفعول به هو ( عن طبع الدني منفوش)... جملة فعلية مختلة الترتيب عن أصلها الفصيح و لكنها مستقيمة الترتيب في استعمالها الحساني..
و في ثنايا ذلك استعمل الشاعر ثلاث منظومات كلامية منها ما يتعلق بمجموعة من الأماكن في قلب إيكيدي ( إنبيكان, المياح, علب إككان, البكص, ودان انتوران, إبلحنوشه)..و منظمومة من المواشي ( بكَره, إجمل, ش), ليقابلها بمنظومة أخرى من الكائنات الحية التي هي من علامات وحشة المكان مما يعضد الفاعل في القطعة ( كَلت حي), و هذه الكائنات منها ماهو من الحيوانات البرية: ( الوحش, لحباره, الذيب), و منها ما هو من الزواحف مثل (لحنوشه)... فجاء من ذلك بثلاثة أنواع من الحيوانات الأهلية و ثلاث من الحيوانات البرية.. و كانت كلها في صيغة المفرد.. ثم جاء بجنس الزواحف في صيغة الجمع الذي يبدأ من الثلاث عند النحاة.. فصار ذلك ثلاثا في ثلاث ضمن بنية منطقية رائعة و انسجام لغوي بديع..
و للقارئ الكريم أن ينظر في واو العطف في قوله: ( عرَفن, و الوحش....) ليدرك تمام الروعة في القطعة و التمفصل البديعي الجالب لطول النفس في الشعر.. حيث أتى الشاعر بهذا العطف ضمن البنية التراكمية التي تدعم المعنى الأول الذي انطلق منه بقوله: كَلت... حيَ.. و الوحش.. (أثره لا عينه) و ( لحنوش)... ( أثرها لا عينها).. ؤ حس ( صوت) إطبل لحباره ( صوتها لا ذاتها) و الذيب ( صوته لا ذاته) بدلالة العطف على الصوت...
كما لا يخفى هذا التمكن المنطقي و الإيمان الراسخ بحقارة الدنيا: ( لا تزن عند الله جناح بعوضة).. مما قد نتناوله في حلقة قادمة من هذا الركن بإذن الله..
س. م. متالي.
و نحاول أن نرصد البنية النحوية في هذه القطعة التي يقول فيها:
كَلت, فلَ بين إنبيكان للمياح العلب إككان
للبكص الودان إنتوران, حي, و أوهام ابلحنوش
عاكَب هاذ من بكَر كان و اجمل يسدَر كان ؤ ش
عرفن, و الوحش اتعاكَيب أثر و أثار لحنوش
ؤ حس إطبل لحبار و الذيب عن طبع الدني منفوش.
هذه هي الرائعة التي كتبها المرحوم و هو يقف على بعض ربوع إيكَيدي و قد استعجمت و تغيرت معالمها..و نرصد اليوم في هذه الحلقة من الأدب الحساني البنية النحوية بحيث نتبين أولا أن الشاعر استعمل جملة فعلية تتألف من فاعل هو ( كَلت حي) و فعل هو ( عرَفن) و مفعول به هو ( عن طبع الدني منفوش)... جملة فعلية مختلة الترتيب عن أصلها الفصيح و لكنها مستقيمة الترتيب في استعمالها الحساني..
و في ثنايا ذلك استعمل الشاعر ثلاث منظومات كلامية منها ما يتعلق بمجموعة من الأماكن في قلب إيكيدي ( إنبيكان, المياح, علب إككان, البكص, ودان انتوران, إبلحنوشه)..و منظمومة من المواشي ( بكَره, إجمل, ش), ليقابلها بمنظومة أخرى من الكائنات الحية التي هي من علامات وحشة المكان مما يعضد الفاعل في القطعة ( كَلت حي), و هذه الكائنات منها ماهو من الحيوانات البرية: ( الوحش, لحباره, الذيب), و منها ما هو من الزواحف مثل (لحنوشه)... فجاء من ذلك بثلاثة أنواع من الحيوانات الأهلية و ثلاث من الحيوانات البرية.. و كانت كلها في صيغة المفرد.. ثم جاء بجنس الزواحف في صيغة الجمع الذي يبدأ من الثلاث عند النحاة.. فصار ذلك ثلاثا في ثلاث ضمن بنية منطقية رائعة و انسجام لغوي بديع..
و للقارئ الكريم أن ينظر في واو العطف في قوله: ( عرَفن, و الوحش....) ليدرك تمام الروعة في القطعة و التمفصل البديعي الجالب لطول النفس في الشعر.. حيث أتى الشاعر بهذا العطف ضمن البنية التراكمية التي تدعم المعنى الأول الذي انطلق منه بقوله: كَلت... حيَ.. و الوحش.. (أثره لا عينه) و ( لحنوش)... ( أثرها لا عينها).. ؤ حس ( صوت) إطبل لحباره ( صوتها لا ذاتها) و الذيب ( صوته لا ذاته) بدلالة العطف على الصوت...
كما لا يخفى هذا التمكن المنطقي و الإيمان الراسخ بحقارة الدنيا: ( لا تزن عند الله جناح بعوضة).. مما قد نتناوله في حلقة قادمة من هذا الركن بإذن الله..
س. م. متالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق