يحكى في هذه الربوع من صحراء الملثمين أن أحد أعيان مدن الشمال التقى بالرئيس الفرنسي الجنرال ديكول في إحدى الرحلات التي كانت تنظمها الدولة الفرنسية لأعيان المستعمرات من أجل إطلاعهم على الحضارة الفرنسية.
عبر الرئيس الفرنسي عن إعتزازه بالمشاهد التي رآها في موريتانيا و قال إنه معجب تماما برؤية الجمالين الذين رآهم في بعض البلاد الصحراوية, فقال له الرجل الموريتاني و كان يسمى أحمد بن كركوب و يعرف عند أهل منطقته بأحمد لحرش لما كان يتصف به من شهامة و قوة عزم و إباء, قال له إذن: " باستطاعتي أن أعرض أمامك ألف جمال من ذلك النوع الذي رأيته عندما تزورني في مدينة أطار...." فأصر ديكول على زيارة مدينة أطار, و ضرب موعدا لولد كركوب ليعرض أمامه هذه الإبل بركابها..... و عاد ولد كركوب إلى آدرار و لم يكن شغله الشاغل في البداية تجهيز هذا الجيش الجرار الذي تعهد به للرئيس الفرنسي.... حتى اقترب الموعد فاخذ أحمد لحرش يجمع ما استطاع جمعه من الركبان و الجمال و لكنه و رغم علاقاته الطيبة مع السكان و رغم مكانته الاجتماعية الرفيعة لم يستطع أن يحصل على أكثر من مائة جمال... وهو من راهن على عرض ألف جمال أمام ديكول الذي يزور هذه البلاد التي خرجت لتوها من ربقة الاستعمار.... و وصل ديكول إلى أطار فأخذ أحمد في الوفاء برهانه..... الإبل لما تتجاوز المائة و لكن الفرنسي لا يعرف ذلك و لا يعرف أيضا كيف يرق بين الجمل الأحمر و الجمل الأبيض و الأسود و لا حتى بين الجمل و الناقة......
أقام ولد كركوب منصة كبيرة عند النقطة المعروفة ب" النقطة المستديرة" و أخذ في عرض الإبل أمام المنصة فطلب من جماليه أن يمر الواحد منهم أمام المنصة حتى يراه الجميع ثم يقوم بدورة من خلفها و يمر من جديد أمامها.... و استمر الاستعراض و ديكول يحسب الإبل.... ثلاثمائة...ستمائة ..... تسعمائة ..... ألف و صرخ أكثر من ألف جمال! كفاك يا كركوب! و هكذا انطلت الخطة على الرئيس الفرنسي و نجح الرجل الموريتاني في رهانه.....
شفيق البدوي.
شفيق البدوي.
هناك 4 تعليقات:
هذا الكلت ثابت عن الاجئين بارك الله فيك وادامك .......ت
Effectuvement, l'astuce des réfugiés rassemble bien à cette anecdote.
Merci.
5000 عائد تستعد الآن للعودة إلى البلاد وسنرى هل ينطبق عليها ما كتبته أم لا.
لقد أبدعت كما عهدناك ياشفيقوا...؟
إن حديثك عن هذه الأخبار حديث متميز للغاية فلك منر كل الشكر
شفيق البدوي
تحياتى:الهادى......؟
إرسال تعليق