صورة ( لا) تخدم الموضوع... |
يحكى عن
هذا الحيوان الذي أرَق بصوته الأسابيع الماضية سكان بلدية امبلل.. و .. موقع
كرمسين.. و الذي اشتهر في القصص الشعبي بالغباوة و الجشع.. لا شكَ أنكم عرفتموه..
إنه صديقي العزيز على المدير الناشر... الذي فضله عليَ حيث كان لا يهتم بهذا الركن
إلا إذا تحدث عنه..
يعرف هذا
الحيوان ب(كَابون) .. لا أعني هنا دولة الغابون أو الكونغو..( قضية العلاقات
الدولية مصونة دائما في أدبيات المهنة).. كما يعرف ب ( كَرفاف) في بعض نواحي
البلاد و ب( شرتات) و ذلك أشهر أسمائه.. و يلقب كذلك ب ( عبد الرحمان)..
يحكى عنه
أنه اجتمع مرة مع بعض أصدقائه فعيروه بخوفه من الأسد الذي يعرف هو الآخر ب( باب) و
شيخ الغابة.. فقال كَرفاف إن ذلك غير صحيح.. و أنه هو من هو قوة و بطشا و فتكا..
فهو مفتول الذراعين و قوي البنية.. و الأسد لا يكبره في الجسم و ليس على مستواه في
النهم.. ولا في الحيلة و لا في الفتك..
و هو من
هزم بلعور في عقر داره و أذاق كتيبة الفرقان من الهزيمة ما لا تنساه.. و هو بطل
معركة (الغلاوية) و (تورين) و (تفرغ زينه) و (الكلم 16) من نواكشوط و (الكلم 5) من
ألاكَ و (الكلم 7) من (لكَصيبه 2) و قبل ذلك.... (لمغيطي).. الذي كان الفتيلة
الأولى لهذه الهزائم المتكررة..
كان
يتحدث عن التفاصيل الجزئية في هذه المعارك.. فتحدث عن (حاسي سيدي) و (غابة واغدو)..
و عن انفجار النعمه و عن السيارات المشبوهة في عدل بكَرو و عن اختطاف الدركي..
أنصت
الجمع إلى ذلك.. و اقتنعوا أن السيد عبد الرحمان واثق من نفسه.. و أنه لا يخاف شيخ
غابة واغدو و مرتفعات ( كيدال) بأنجادها و أغوارها..
و أدركوا
أن مناورات هولاند و وساطات يوسوفو و إغراءات أوباما.. لن تجدي شيئا في هذا الشهم
الأبي.. فقد صرح منذ البداية أنه لن يخوض المعركة..
مرت
الأيام.. و اتهمه بعضهم بالجبن و اعتقد آخرون فيه الصرامة .. و حركت الوشاية إلى
الأسد..( ليس أسد سوريا.. ربما أسد أحمد بن الحسين الجعفي الذي تنبأ على أهل
نخلة... فقد وصف الأسد بقوله:
.. ورد
إذا ورد البحيرة شاربا ورد
الفرات زئيره و النيلا
يطأ
الثرى مترفقا من تيهه فكأنه آس يجس
عليلا
وقعت على
الأردن منه بلية نضدت بها هام الرفاق تلولا.....)
سمع بتلك
التصريحات التي " تفضل" بها شرتات فصار يبحث عنه...
و في أحد الايام رآه من بعيد قادما نحوه... فقال
بعض الحاضرين لشرتات: " ها هو الأسد آت و قد سمع أنك لا تخافه.." فقال
كَرفاف: " نعم لقد قلتها و ما زلت أقولها.. "
ردد ذلك
في انجامينا و في يامسكرو..
اقترب
الأسد.. عند ذلك قام كَرفاف من مجلسه قائلا: " سيتبختر كَرفاف على هذه
الجهة... و لكنه ليس خائفا.." تابع الأسد مقبلا حتى كان مرمى البصر... عند
ذلك التفت الشرتات و قال: " سيهرول كَرفاف على هذه الجهة.. بيد أنه ليس
خائفا.." اقترب الأسد حتى صار على مشارف ( ليره) و ( انييره) عند ذلك قفز
كَابون في سرعة البرق قائلا:" سيهرب كَرفاف على هذه الجهة.... غير أنه ليس
خائفا...!"
كان صوته
يتقطع من الجهد.. و كانت ضحكات الجمع تتعالى فتمتزج بهمهمة الأسد الغاضب غضب
المدير الناشر من هذا العمود اليوم..
شفيق البدوي.
شفيق البدوي.
شفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق