13 يناير 2013

عزاء يا ....أهل إفكو...


هذا هو آخر أبناء البو ولد إفكو ( من صلبه) و أم الخيرات بنت إسحاق, أمد الله في أعمار أحفادهما و ذريتهم النبيلة الغالية... فهي لعمري سلالة كريمة حباها الله بما حباها به من نبل و عز, و مكانة عالية, و محبة في قلوب الناس.. تأتت من الاستقامة على الدين و المروءة و النهج القويم...
هكذا عرفناهم.. راجين من الله العلي القدير أن ينسئ في عقبهم, و يبسط في رزقهم...
 لقد كان الزاكي_ رحمة الله عليه_ متشبثا بذلك النهج, غيورا عليه, لا يبغي عنه بديلا, جزاه الله خيرا, و أعد له جنة الفردوس نزلا, و بارك في أبنائه و ذويه, و باعد آجالهم..

كلما مضى أحد من أهل الشارات انتابني الحزن و أحسست بألم الفراق, و أن هناك أشياء لم تعد كما كانت, أو اختفت تماما..
كيف لا؟ و هذه: بلاد بها نيطت عليَ تمائمي        و أول أرض مس جلدي ترابها!
كانت ثنائية (الزاكي), رحمه الله, و فاطمة منت جدو_ أمد الله في عمرها_ تعني أكثر من شيء, إذ لم يكن أحد يشعر بالانكماش في كنفهما, على حد السواء, و إنما يشعر بالاطمئنان و الأريحية بدون أي حاجز نفسي..
 و إن تشأ فسل بهما خبيرا من جماعتنا نحن " المتشردين" أيام زمان! على "العلب الشركَي" فقد كانا يستقبلاننا بطلاقة وجه و رحابة صدر... و ما ضاقا بنا ذرعا في أي وقت جئنا على غير ميعاد!!
 فأعزي نفسي, و الإخوة: بديه ولد إفكو, محمد ولد البخاري, يكبر ولد عثمان, و "لمحرشش"..
و ظلت هذه الأسرة الكريمة مأوى لجماعات " تكوسو" التي لا تبقي و لا تذر, تتحمل ثقلها و شؤونها, لا طائل من ورائها...
و هكذا ظلت هذه الأسرة "سائرة في منهج الرشد معه     إن قال سيري و الطريق مسرعة"! رغم عاديات الزمن و تقلبات الأحوال...
لكن.. ما ظنك بمحيط اجتماعي هو امتداد لأسرة أهل البو ولد إفكو التي ما زال معينها جاريا, نائلة حظوة عظيمة عند الناس, و صيتا ذائعا على مر الزمان..
لقد ارتبطت أسرة أهل إفكو بالسمعة الطيبة, و المعاشرة الحسنة, و الإنفاق و مواساة المحتاجين, و إكرام الضيف, و مراعاة حق الجار. فهي حسنة من حسنات الدهر ضن بمثلها, و نعمة من نعم الله لا تكفر..
و أرجو أن يستلهم ذووها معاني قصيدة رثى بها أحدهم عمة الفقيد, فاطمة منت إفكو ( إماه), و هي والدة أبناء محمد سالم ولد إبراهيم فال, يقول في البيتين الأولين منها:
تماسك أيا بنيان بيت يهزه      مصاب يزيل الشم من شدة الخطب
ففاطمة كانت تشدك دائما       و ترعاك بالعينين و الكف و القلب
                                                                                 بقلم: أحمدو ولد أبنو.
أأ

ليست هناك تعليقات: