هذا هو
آخر أبناء البو ولد إفكو ( من صلبه) و أم الخيرات بنت إسحاق, أمد الله في أعمار
أحفادهما و ذريتهم النبيلة الغالية... فهي لعمري سلالة كريمة حباها الله بما حباها
به من نبل و عز, و مكانة عالية, و محبة في قلوب الناس.. تأتت من الاستقامة على
الدين و المروءة و النهج القويم...
هكذا
عرفناهم.. راجين من الله العلي القدير أن ينسئ في عقبهم, و يبسط في رزقهم...
لقد كان الزاكي_ رحمة الله عليه_ متشبثا بذلك
النهج, غيورا عليه, لا يبغي عنه بديلا, جزاه الله خيرا, و أعد له جنة الفردوس
نزلا, و بارك في أبنائه و ذويه, و باعد آجالهم..
كلما مضى
أحد من أهل الشارات انتابني الحزن و أحسست بألم الفراق, و أن هناك أشياء لم تعد
كما كانت, أو اختفت تماما..
كيف لا؟
و هذه: بلاد بها نيطت عليَ تمائمي و
أول أرض مس جلدي ترابها!
كانت
ثنائية (الزاكي), رحمه الله, و فاطمة منت جدو_ أمد الله في عمرها_ تعني أكثر من
شيء, إذ لم يكن أحد يشعر بالانكماش في كنفهما, على حد السواء, و إنما يشعر
بالاطمئنان و الأريحية بدون أي حاجز نفسي..
و إن تشأ فسل بهما خبيرا من جماعتنا نحن "
المتشردين" أيام زمان! على "العلب الشركَي" فقد كانا يستقبلاننا
بطلاقة وجه و رحابة صدر... و ما ضاقا بنا ذرعا في أي وقت جئنا على غير ميعاد!!
فأعزي نفسي, و الإخوة: بديه ولد إفكو, محمد ولد
البخاري, يكبر ولد عثمان, و "لمحرشش"..
و ظلت
هذه الأسرة الكريمة مأوى لجماعات " تكوسو" التي لا تبقي و لا تذر, تتحمل
ثقلها و شؤونها, لا طائل من ورائها...
و هكذا
ظلت هذه الأسرة "سائرة في منهج الرشد معه
إن قال سيري و الطريق مسرعة"! رغم عاديات الزمن و تقلبات الأحوال...
لكن.. ما
ظنك بمحيط اجتماعي هو امتداد لأسرة أهل البو ولد إفكو التي ما زال معينها جاريا,
نائلة حظوة عظيمة عند الناس, و صيتا ذائعا على مر الزمان..
لقد
ارتبطت أسرة أهل إفكو بالسمعة الطيبة, و المعاشرة الحسنة, و الإنفاق و مواساة
المحتاجين, و إكرام الضيف, و مراعاة حق الجار. فهي حسنة من حسنات الدهر ضن بمثلها,
و نعمة من نعم الله لا تكفر..
و أرجو
أن يستلهم ذووها معاني قصيدة رثى بها أحدهم عمة الفقيد, فاطمة منت إفكو ( إماه), و
هي والدة أبناء محمد سالم ولد إبراهيم فال, يقول في البيتين الأولين منها:
تماسك
أيا بنيان بيت يهزه مصاب يزيل الشم من
شدة الخطب
ففاطمة
كانت تشدك دائما و ترعاك بالعينين و
الكف و القلب
بقلم:
أحمدو ولد أبنو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق