بدأت
نشاطات المنظمة غير الحكومية الموريتانية مشاركة بلا حدود في إطار إعداد حصيلة عن
نشاطات منظمة استثمار نهر السنغال في ولاية ترارزه بلقاءات مع السلطات الإدارية و
الفنية في مقاطعة روصو. و كان في طليعة هذه اللقاءات اجتماع مع مساعد والي ترارزة
السيد محمد الامين ولد آباتي الذي قدم له رئيس المنظمتين عرضا مفصلا عن المهمة
تناول الكلام فيه بداية رئيسها السيد محمد ولد إعلي الملقب دينا ولد أسويدينا
فتحدث عن ضرورة إعداد وثيقة عن تدخلات منظمة نهر السنغال في الولاية لما لهذه
التدخلات من أهمية في التنمية المحلية, و قال إنه نظرا للصداقة التي تربطه بالمفوض
السامي للمنظمة الدكتور محمد سالم ولد مرزوكَ قد إرتآى أن يعد هذه و قال إن
المنظمة فكرت في البداية في إعداد وثيقة عن تدخلاتها في الدول الأربع الأعضاء
لكنها عدلت عن ذلك بأن اقتصرت القضية على ولاية ترارزه و ربما امتدت الدراسة إلى
الولايات الأخرى.
أما
السيد ديالو آمادو فقد تناول الكلام بعد ذلك ليبين ضرورة ما يسمى بعرض حصيلة هذه
الأعمال و بين الآلية التي سيكون بها هذا العمل و المتمثلة بحملة مناصرة للمنظمة
لدى السلطات الإدارية و الفنية في الولاية و إشراك الإعلاميين في إعداد الوثيقة
حتى يتسنى لها ما يناسبها من التسويق الإعلامي عن طريق ما ينشر في الصحف و المواقع
الألكترونية و الإذاعة المحلية... و هكذا, يقول الدكتور ديالو, سيكون في ذلك عرفان
بالجميل لهذه المنظمة التي تعتبر فاعلا في التنمية لدى الدول الأربع( موريتانيا و
السنغال و مالي و غينيا).
و قال
السيد ديالو إن هنالك ملتقيات ستنظم في هذا الإطار تستهدف السلطات الإدارية و
قطاعي الصحة و التهذيب في الولاية و الإعلاميين و منظمات المجتمع المدني حتى يصل
هذا الخطاب إلى الجمهور العريض من خلال ما يسمى بالنظراء المربين.
و طلب
السيد ديالو من والي الولاية في هذا الاجتماع أن يسهل للمنظمة طريقة الاتصال
بالمصالح التابعة للولاية حتى تتقبل هذه اللقاءات التي يزمعون القيام بها في هذا
الإطار.
و قد أشاد
السيد الوالي بهذه المبادرة و نوه بجهود المنظمة في الولاية و استجاب للطلبات التي
تقدم بها المتحدث, كما نوه بممثل منظمة مشاركة بلا حدود في الولاية السيد ألمين
افال و قال إنه من فاعلي المجتمع المدني في الولاية الذين تعول عليهم السلطات
الإدارية في كل ما يتعلق بهذه المنظمات.
المحطة
الموالية كانت الاجتماع بالمدير الجهوي للصحة وكالة الدكتور أحمد ولد جدو في مكتبه
بمستشفى روصو حيث تمت موافاته بذات العروض عن هذا النشاط و أضاف رئيس المنظمة
السنغالية في هذا السياق الأهمية الخاصة التي تولى لقطاع الصحة في نشاطات المنظمة
مذكرا بحملات توزيع حوالي مليون ناموسية مشبعة على سكان ولايات النهر وحملات
مكافحة أمراض البلهاريسيا و دودة غينيا.. و قد رد المدير الجهوي للصحة وكالة على
هذا العرض مثمنا دور المنظمة الإقليمية في القطاع الصحي و منوها بعمل المنظمات غير
الحكومية في الولاية مع تصريحه بالاستعداد الكامل للوقوف إلى جانب أصحاب المبادرة
و الانضمام إليهم في هذا العمل الذي يراه ضروريا لرد الجميل لمنظمة استثمار نهر
السنغال.
و كان اللقاء
الموالي مع المدير الجهوي للتهذيب الوطني بترارازه الأستاذ محمد السالك ولد الطالب
في مكتبه حيث استقبل المجموعة المتألفة من رئيسي المنظمتين غير الحكوميتين و ممثلا
لمنظمة استثمار النهر بالإضافة إلى صحفيين إثنين و مقررا عن القاءات. و في بد اية
اللقاء تم التعارف بين المدير الجهوي للتهذيب بترارزه و رئيس منظمة مشاركة بلا
حدود السيد دينا ولد سويدينا الذي شغل في السابق منصب السناتور عن مقاطعة روصو في
مجلس الشيوخ و عمدة لبلدية جدر المحكَن و أمينا عاما لاتحاد العمال الموريتانيين..
و بعد التعارف قدمت للمدير الجهوي عروض عن مهمة المنظمة من طرف رئيسها و تم خلال
ذلك تبيان الاهمية الخاصة التي يكتسيها قطاع التعليم في هذه المبادرة و كان من ضمن
الطلبات تقديم درس تاريخي في السنتين الخامسة و السادسة من التعليم الاساسي عن
المنظمة.. و قد أبدى المدير استعداده لذلك و عقب أحد أفراد المجموعة على كلام
المدير مبينا أن المنظمتين تتكفلان بالتعويض للمشرفين على إعداد هذا الدرس.
و بعد
ذلك عقدت المجموعة اجتماعا مع الأمين العام لبلدية روصو نيابة عن العمدة و تم
تقديم العرض عن النشاط من طرف رئيس المنظمة غير الحكومية و أبدى الأمين العام
للبلدية استعداده للتعاون مع المبادرة قبل أن تتنقل المجموعة إلى الإدارة الجهوية
لشركة التنمية الريفية صونادير حيث عقدت اجتماعا مع المهندس حمه ولد عبد القادر
ممثلا المدير الجهوي للشركة و تم خلال القاء تقديم العروض عن المبادرة و قد رد المدير
الجهوي بالنيابة على هذه العروض مذكرا أنه كان ينتظرها بفارغ الصبر مع أنها تأتي
في الوقت المناسب و ذكر ببعض نشاطات المنظمة و دورها الهام في القطاع الزراعي.. و
في ختام الاجتماع طلب الدكتور ديالو من المهندس إعداد وثيقة عن إنجازات المنظمة في
القطاع و استجاب المهندس لذلك.
و قد
كللت هذه الاجتماعات يوم الأحد باجتماع مع المندوب الجهوي لوزارة التنمية الريفية
في مكتبه و تم خلال الاجتماع تقديم عرض عن المبادرة و أبدى المندوب الجهوي في رده
استعداده للتعاون مع المنظمة غير الحكومية و تعهد بإعداد وثيقة عن نشاطات المنظمة
في قطاعه.
رحلة
كرمسين:
انطلقت
هذه الرحلة عند الساعة الثانية و النصف من زوال الأحد 02 دجمبر 2012 متوجهة من
روصو إلى كرمسين عبر طريق محاذ للنهر مرورا بقريتي ابرن دارو و ابرن كَويار وتضم
البعثة الموجهة في الرحلة على متن سيارة رباعية الدفع ممثل منظمة مشاركة بلا حدود في ولاية ترارزه و
الخبير ديالو آمادو و ممثل منظمة استثمار
نهر السنغال و صحفيين.
كانت
المحطة الأولى في قرية برن الواقعة على بعد 10 كيلومترات من روصو و هنالك تم عقد
اجتماع مختصر مع بعض المزارعين من بينهم رئيس القرية و نائب رئيس رابطة مستخدمي
المحاورالمائية الغربية المزارع الصديق ولد إمو.. و بعد الاجتماع توجهت البعثة
رفقة المزارعين على محور (غوير) المائي الذي يقع في منطقة زراعية استثمرت فيها
المنظمة حوالي 800 مليون أوقية من أجل تنظيف المجاري المائية و تعميقها عن طريق حفارات
عائمة استطاعت من خلالها زيادة المساحات المروية بحوالي 2000 هكتار. و قد صرح
المزارعون على هذا الرافد بأن الأعمال
التي قامت بها المنظمة قد انعكست إيجابا على النشاط الزراعي في المنطقة كما انعكست
إيجابا على النشاط الرعوي و صيد الأسماك.
و قد
عاينت البعثة هنا الرافد الغربي من المجرى الذي تم صقله من النبات المائي (التيفا)
و صار يغذي منطقة شاسعة من المساحات المروية على طول 12 كيلومترا.
أما
الرافد الشرقي من المجرى فما زال مستعمرا بهذا النبات الذي يمنع من تدفق الماء عبر
المجرى إلى مزارع تكشكمبه و لكنه صار من أهم أوكار الطيور آكلة الحبوب التي تقض
مضجع المزارعين في هذه الفترة من الأجندة الزراعية المتمثلة في مرحلة الحصاد.
و قد
تركت البعثة مجرى غوير الواقع على بعد21 كلم من روصو لتسلك ذات الطريق باتجاه
كرمسين لتتوقف عند كراع إبراهيما على بعد 15 كلم من كرمسين حيث قامت الشركة بذات
العمل ضمن الغلاف المالي المذكور أعلاه لتمد المجرى على مسافة 30 كلم من كراع
إبراهيما على مزارع آوليكَ( مقابل قرية امبلل على طريق روصو نواكشوط). هنا كان النشاط الزراعي أهم من
المحور السابق مثله في ذلك نشاطا تنمية المواشي و صيد الأسماك.
و بعد
توقف في عين المكان و معاينة المزارع في طور الحصاد توجهت البعثة إلى مدينة كرمسين
مرورا بمحاور مائية أخرى مثل صنكَطان و لكراع لحمر.. لتلتقي حاكم المقاطعة هناك
الذي لاحظت غيابه بيد أنها أشعرت رئيس فرقة الحرس في المدينة بمهمتها لتتابع
المسير متوجهة عبر ذات الطريق إلى قرية بيرت الواقعة على بعد 47 كلم من مدينة
كرمسين و التابعة لبلدية انجاكَو حيث شيدت منظمة استثمار نهر السنغال محطة لضخ و
معالجة المياه و خزانا مائيا بسعة 80 م3 لتزويد قرى برت و انجاكَو و ابدن بالمياه
الصالحة للشرب لساكنة تقدر بأكثر من 9000 نسمة.
يشار أن
هنالك حالات من الكوليرا و البلهارسيا كانت قد سجلت في بعض قرى هذه البلدية قبل
هذا الإنجاز الذي قامت به الشركة حسب ما صرح به عضو لجنة تسيير المياه السيد حبيب
ولد إباه.
و قد
قامت البعثة بزيارة مجاملة لسد دياما حيث التقت ببعض القائمين على هذه المنشأة
الهامة.
تقرير:
سيدي محمد ولد متالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق